نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 838
فقام شيخ عليه دراعة وعمامة وخف تعزى فتقدم ، فجعل يناظره في فدك والمأمون يحتج عليه وهو يحتج على المأمون ، ثم أمر أن يسجل لهم بها ، فكتب السجل وقرئ عليه فأنفذه ، فقام دعبل إلى المأمون فأنشده الأبيات التي أولها : أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشما فدكا فلم تزل في أيديهم حتى كان في أيام خلافة المتوكل ، فأقطعها عبد الله بن عمر البازيار ، وكان فيها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيده ، فكان بنو فاطمة يأخذون ثمرها ، فإذا قدم الحاج أهدوا لهم من ذلك التمر فيصلونهم فيصير إليهم من ذلك مال جزيل جليل ، فصرم عبد الله بن عمر البازيار ذلك التمر ، ووجه رجلا يقال له بشران بن أبي أمية الثقفي إلى المدينة فصرمه ، ثم عاد إلى البصرة ففلج [1] . ونقل في الأنوار كيفية رد المأمون فدكا لأولاد فاطمة ( عليها السلام ) عن صاحب التاريخ المعروف بالعباسي في حوادث سنة ثماني عشرة ومائتين : إن جماعة من ولد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) رفعوا قصة إلى المأمون يذكرون فيها فدكا والعوالي ، وانهما كانتا لأمهم فاطمة ( عليها السلام ) ومنعهما أبو بكر بغير حق ، فسألوا المأمون إنصافهم وكشف ظلامتهم ، فأحضر المأمون مائتي عالم من علماء الحجاز والعراق وغيرهم من علماء الجمهور ، وتوكل إليهم في أداء الصدق ، وسألهم عما عندهم من الحديث في ذلك . فروى غير واحد منهم عن بشر بن الوليد ، والواقدي ، وبشر بن غياث في أحاديث يرفعونها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) انه لما افتتح خيبر اصطفى لنفسه قرى من قرى اليهود ، فنزل جبرئيل بهذه الآية ، وهي قوله تعالى : ( وآت ذا القربى حقه ) [2] فقال محمد ( صلى الله عليه وآله ) : من ذو القربى وما حقه ؟ فقال : فاطمة تدفع إليها فدكا ، ثم أعطاها العوالي بعد ذلك فاستغلتها حتى توفي أبوها .