نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 818
فليت شعري هل كان ذلك الترك والإهمال لعدم الاعتناء بشأن بضعته التي كانت يؤذيه ما آذاها ويريبه ما رابها ، أو بأمر زوجها وابن عمه وأخيه المساوي لنفسه ومواسيه بنفسه ، أو لقلة المبالاة بتبليغ أحكام الله تعالى وأمر أمته ، وقد أرسله الله بالحق بشيرا ونذيرا للعالمين . السادس : إنا مع قطع النظر عن جميع ما تقدم نحكم قطعا بأن مدلول هذا الخبر كاذب باطل ، ومن أسند إليه هذا الخبر لا يجوز له الكذب ، فلا بد من القول بكذب من رواه والقطع بأنه وضعه وافتراه . أما المقدمة الثانية فغنية عن البيان . وأما الأولى فبيانها انه قد جرت عادة الناس قديما وحديثا بالاخبار عن كل ما جرى بخلاف المعهود بين كافة الناس ، وخرج عن سنن عاداتهم سيما إذا وقع في كل عصر وزمان ، وتوفرت الدواعي إلى نقله وروايته ، ومن المعلوم لكل أحد أن جميع الأمم على اختلافهم في مذاهبهم يهتمون بضبط أحوال الأنبياء وسيرتهم ، وأحوال أولادهم وما يجري عليهم بعد آبائهم ، وضبط خصائصهم وما يتفردون به عن غيرهم . ومن المعلوم أيضا أن العادة قد جرت من يوم خلق الله الدنيا وأهلها إلى زمان انقضاء مدتها وفنائها بأن يرث الأقربون من الأولاد وغيرهم من أقاربهم وذوي أرحامهم ، وينتفعوا بأموالهم وما خلفوه بعد موتهم ، ولا شك لأحد في أن عامة الناس عالمهم وجاهلهم ، وغنيهم وفقيرهم ، وملوكهم ورعاياهم يرغبون إلى كل ما نسب إلى ذي شرف وفضيلة ويتبركون به ، ويحرزه الملوك في خزائنهم ، ويوصون به لأحب أهلهم ، فكيف بسلاح الأنبياء وثيابهم وأمتعتهم ؟ ألا ترى الأعمى إذا أبصر في مشهد من المشاهد المشرفة ، أو توهمت العامة انه أبصر اقتطعوا ثيابه وتبركوا بها ، وجعلوها حرزا من كل بلاء . إذا تمهدت هذه المقدمات فنقول : لو كان ما تركه الأنبياء من لدن آدم إلى الخاتم ( صلى الله عليه وآله ) صدقة لقسمت بين الناس بخلاف المعهود من توارث
818
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 818