responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 812


قلنا : لما علم زكريا من حال الموالي انهم من أهل الفساد ، خاف أن ينفقوا أمواله في المعاصي أو غير الوجوه المحبوبة له ، مع أن في وراثتهم ماله كان يقوى فسادهم وفجورهم ، فكان خوفه خوفا من قوة الفساق ، وتمكنم في سلوك الطرائق المذمومة ، وانتهاك محارم الله ، وليس مثل ذلك من الشح والبخل .
فإن قيل : كما جاز الخوف على المال جاز الخوف على وراثتهم العلم لئلا يفسدوا به الناس ويضلوهم ، ولا ريب ان في ظهور آثار العلم فيهم كان من دواعي اتباع الناس إياهم وانقيادهم لهم .
قلنا : لا يخلو هذا العلم الذي ذكرتموه من أن يكون هو الكتب العلمية والصحف الحكمية ، لأن ذلك قد يسمى علما مجازا ، ويكون هو العلم الذي يملأ القلوب وتعيه الصدور ، فإن كان الأول فقد رجع إلى معنى المال وصح أن الأنبياء يورثون الأموال ، وكان حاصل خوف زكريا ( عليه السلام ) انه خاف من أن ينتفعوا ببعض أمواله نوعا خاصا من الانتفاع ، فسأل ربه أن يرزقه الولد حذرا من ذلك ، وإن كان الثاني فلا يخلو أيضا من أن يكون هو العلم الذي بعث النبي لنشره وأدائه إلى الخلق .
أو أن يكون علما مخصوصا لا يتعلق بشريعة ، ولا يجب اطلاع الأمة عليه كعلم العواقب وما يجري في مستقبل الأوقات ونحو ذلك ، والقسم الأول لا يجوز أن يخاف النبي من وصوله إلى بني عمه ، وهم من جملة أمته المبعوث إليهم لأن يهديهم ويعلمهم ، وكان خوفه من ذلك خوفا من غرض البعثة ، والقسم الثاني لا معنى للخوف من أن يرثوه ، إذ كان أمره بيده ويقدر على أن لا يلقنه إليهم ، ولو صح الخوف على القسم الأول لجرى ذلك فيه أيضا فتأمل . هذا خلاصة ما ذكره المرتضى ( رحمه الله ) في الشافي على ما نقله في البحار [1] .
ومنها قوله تعالى : ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ) [2] ونحوه مما يدل



[1] البحار 29 : 352 .
[2] الأنفال : 75 .

812

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 812
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست