نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 811
له يحيى ) [1] والقرآن يفسر بعضه بعضا . واختلف المفسرون في أن المراد بالميراث العلم أو المال ، فقال ابن عباس والحسن والضحاك أن المراد به في قوله تعالى : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) ميراث المال ، وقال أبو صالح : ميراث النبوة ، وقال السدي ومجاهد والشعبي : المراد به في ( يرثني ) ميراث المال ، وفي ( يرث من آل يعقوب ) ميراث النبوة ، وحكي هذا القول عن ابن عباس والحسن والضحاك ، وحكي عن مجاهد انه قال : المراد من الأول العلم ومن الثاني النبوة [2] . ووجه الاستدلال بالآية ان لفظ الميراث في اللغة والشريعة والعرف إذا أطلق ولم يقيد لا يفهم منه إلا الأموال وما في معناها ، ولا يستعمل في غيرها إلا مجازا ، ولذا لا يفهم من قول القائل : لا وارث لفلان إلا من ينتقل إليه أمواله وما يضاهيه دون العلوم وما يشاكلها ، ولا يجوز العدول بلا قرينة عن ظاهر اللفظ وحقيقته ، سيما مع القرينة على تلك الحقيقة من جهات عديدة . منها ان زكريا ( عليه السلام ) اشترط في وارثه أن يكون رضيا ، وإذا حمل الميراث على العلم والنبوة لم يبق لهذا الإشتراط معنى ، كما لا معنى لأن يقال : اللهم ابعث إلينا نبيا بشرط أن يكون مكلفا عاقلا . ومنها ان الخوف من بني العم ومن يحذو حذوهم يناسب المال دون النبوة والعلم ، وكيف يخاف مثل زكريا من أن يبعث الله إلى خلقه نبيا يقيمه مقام زكريا ولم يكن أهلا للنبوة والعلم ، سواء كان من موالي زكريا أو غيرهم ، على أن زكريا كان إنما بعث لإذاعة العلم ونشره في الناس ، فلا يجوز أن يخاف من الأمر الذي هو الغرض في بعثته . فإن قيل : كيف يجوز على مثل زكريا الخوف من أن يرث الموالي ماله ، وهل هذا إلا الضن والبخل ؟ !