responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 79


بالقلم ، علم الانسان ما لم يعلم ، بل هو القلم الحقيقي حيث وجد فيه روح القلم وحقيقته وحده من دون أن يكون معه ما هو خارج عنه .
وكذلك الميزان مثلا فإنه موضوع لمعيار يعرف به المقادير وهكذا ، وله معنى واحد هو حقيقته وروحه ، وله قوالب مختلفة وصور شتى بعضها جسماني وبعضها روحاني ، كما يوزن به الأجرام والأثقال مثل ذي الكفتين والقبان وما يجري مجراهما ، وما يوزن به الشعر كالعروض ، وما يوزن به الفلسفة كالمنطق ، وما يوزن به بعض المدركات كالحس والخيال ، وما يوزن به العلوم والأعمال كما يوضع ليوم القيامة ، وما يوزن به الكل كالعقل الكامل ، إلى غير ذلك من الموازين .
وبالجملة ميزان كل شئ يكون من جنسه ، ولفظة الميزان حقيقة في كل منها باعتبار حد وحقيقة فيه ، وعلى هذا القياس كل لفظ ومعنى . انتهى ما ذكره [1] .
وأنا أقول : يمكن أن يقال ان جميع الصور الثلاثة التي صححها القوم كلها باطلة ، وليس وضع الألفاظ مطلقا الا من باب الوضع الخاص والموضوع له العام الذي أبطلوه بالمرة ، مثلا لوحظ في وضع الانسان أولا فرد من أفراده أو أكثر ، وجعل الملحوظ عنوانا لكلية فوضع لفظ الانسان بإزاء هذا الكلي ، إذ بدون رؤية شئ من أفراده لا يتصور الصورة النوعية الكلية .
وعند وضع لفظ ( هذا ) مثلا لوحظ فرد مشار إليه ، ووضع اللفظ بإزاء كليه ، ولو بملاحظة اعتبار تحقق الكلي في ضمن كل فرد منه بعد ذلك ، ولوحظ في وضع لفظ ( زيد ) مثلا هذا الشخص الخاص ، ووضع اللفظ بإزاء كلي هذا الشخص باعتبار تعدد حالاته في الأزمنة والأمكنة وغير ذلك ، ولذا يصدق لفظ ( زيد ) حقيقة عليه في كل من الحالات المختلفة .
وصدق القرآن حقيقة على جميع هذه الأفراد الملفوظة أو المكتوبة انما هو مبتن على المقدمة المذكورة ، إذ القرآن النازل أولا من القلم إلى اللوح لوحظ على هيئة الخاصة ، ووضع لفظ القرآن لكل ذلك الفرد الملحوظ ، ولو باعتبار وجوده في



[1] تفسير الصافي 1 : 31 ، المقدمة الرابعة .

79

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست