نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 762
اني فيها بار راشد تابع للحق . ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع ، فجئتني - يعني العباس - تسألني نصيبك من ابن أخيك ، وجاءني هذا - يعني عليا - يسألني نصيب امرأته من أبيها ، فقلت لكما : ان رسول الله قال لا نورث ما تركناه صدقة . فلما بدا لي أن أدفعها إليكما قلت : دفعتها على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل رسول الله وأبو بكر ، وبما عملت به فيها وإلا فلا تكلماني ، فقلتما : إدفعها إلينا بذلك ، فدفعتها إليكما بذلك أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك ، والله الذي تقوم باذنه السماوات والأرض لا أقضي بينكما بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة ، فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فأنا أكفيكما [1] . ثم روى عن الزهري انه قال : حدثني مالك بن أوس بن الحدثان بنحوه ، قال : فذكرت ذلك لعروة فقال : صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة تقول : أرسل أزواج النبي عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأل لهن ميراثهن من رسول الله مما أفاء الله عليه حتى كنت أردهن عن ذلك ، فقلت : ألا تتقين الله ؟ ألم تعلمن أن رسول الله كان يقول لا نورث ما تركناه صدقة - يريد بذلك نفسه - إنما يأكل آل محمد من هذا المال ؟ ! فانتهى أزواج النبي إلى ما أمرتهن به [2] . قال ابن أبي الحديد : قلت : هذا مشكل لأن الحديث الأول يتضمن أن عمر أقسم على جماعة فيهم عثمان فقال : نشدتكم الله ألستم تعلمون ان رسول الله قال لا نورث ما تركناه صدقة - يعني نفسه - ؟ فقالوا : نعم ، ومن جملتهم عثمان فكيف يعلم بذلك ويكون مترسلا لأزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى أبي بكر يسأله أن يعطيهن الميراث ، اللهم إلا أن يكون عثمان وسعد وعبد الرحمن والزبير صدقوا عمر على سبيل التقليد لأبي بكر فيما رواه وحسن ظن وسموا ذلك علما ، لأنه قد يطلق على الظن اسم العلم .