نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 761
قال : فبينا نحن على ذلك إذ دخل برقاء فقال : هل لك في عثمان وسعد وعبد الرحمن والزبير يستأذنون عليك ؟ قال : نعم فأذن لهم ، قال : ثم لبث قليلا ثم جاء فقال : هل لك في علي والعباس يستأذنان عليك ؟ قال : ائذن لهما . فلما دخلا قال العباس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا يعني عليا ، وهما يختصمان في الصوافي التي أفاء الله على رسوله من أموال بني النظير ، قال : فاستب علي والعباس عند عمر ، فقال عبد الرحمن : يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر ، فقال : أنشدكم بالله الذي باذنه تقوم السماوات والأرض هل تعلمون ان رسول الله قال : ( لا نورث ما تركناه صدقة ) يعني نفسه ؟ قالوا : قد قال ذلك . فأقبل على العباس وعلي فقال : أنشدكما الله هل تعلمان ذلك ؟ قالا : نعم ، قال عمر : فإني أحدثكم عن هذا الأمر ان الله تبارك وتعالى خص رسوله في هذا الفيء بشئ لم يعطه غيره ، قال تعالى : ( ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير ) [1] . وكانت هذه خاصة لرسول الله فما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم ، لقد أعطاكموها وثبتها فيكم حتى بقي فيها هذا المال ، وكان ينفق على أهله سنتهم ثم يأخذه فيجعله فيما يجعل مال الله تعالى ، فعل ذلك في حياته ثم توفى فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله ، فقبضه الله وقد عمل فيها بما عمل به رسول الله ، وأنتما حينئذ - والتفت إلى علي والعباس - تزعمان ان أبا بكر فيها ظالم فاجر ، والله يعلم أنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق . ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا أولى الناس بأبي بكر وبرسول الله ، فقبضتها سنتين - أو قال سنين - من إمارتي أعمل فيها مثل ما عمل رسول الله وأبو بكر ، ثم قال : وأنتما - وأقبل على العباس وعلي - تزعمان اني فيها ظالم فاجر ، والله يعلم