نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 756
فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي ( عليه السلام ) . ومكثت فاطمة ( عليها السلام ) بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ستة أشهر ثم توفيت ، فقال رجل للزهري : فلم يبايعه علي إلى ستة أشهر ؟ قال : لا والله ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي ( عليه السلام ) . وفي حديث عروة : فلما رأى علي ( عليه السلام ) إنصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر ، فأرسل إلى أبي بكر : ائتنا ولا تأتنا معك بأحد ، وكره أن يأتيه عمر لما علم من شدة عمر ، فقال عمر : لا تأتهم وحدك ، فقال أبو بكر : والله لآتينهم وحدي ما عسى أن يصنعوا بي ، فانطلق أبو بكر فدخل على علي وقد جمع بني هاشم عنده ، فقام علي ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : ( ( أما بعد فلم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكار لفضيلتك ، ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ، ولكنا كنا نرى ان لنا في هذا الأمر حقا فاستبددتم علينا ) ) ثم ذكر ( عليه السلام ) قرابتهم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحقهم ، فلم يزل علي ( عليه السلام ) يذكر حتى بكى أبو بكر . وصمت علي ( عليه السلام ) وتشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد فوالله لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي ، واني والله ما لكأت في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم عن الخير ، ولكني سمعت رسول الله يقول : لا نورث ما تركناه صدقة ، إنما يأكل آل محمد عن هذا المال ، واني والله لا أدع أمرا صنعه رسول الله إلا صنعته إن شاء الله . وقال علي ( عليه السلام ) : موعدك للبيعة العشية ، فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس يعذر عليا ببعض ما اعتذر به ، ثم قام علي ( عليه السلام ) فعظم من حق أبي بكر وذكر فضيلته وسابقته ثم قام إلى أبي بكر فبايعه ، فأقبل الناس إلى علي فقالوا : أصبت وأحسنت ، وكان المسلمون إلى علي ( عليه السلام ) قريبا حين راجع الأمر بالمعروف ، هذا آخر ما ذكره الحميدي [1] .