نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 745
يعني الفتنة والهجر ، وأم طحال امرأة بغي في الجاهلية يضرب بها المثل فيقال : أزنى من أم طحال ، إنتهى [1] . قيل : ومقصوده من لفظ الثعالة التعريض لعلي ( عليه السلام ) ، فجعله ثعالة وجعل الزهراء ( عليها السلام ) ذنبه ، بملاحظة استعانة الثعالة من ذنبها في إثبات مدعاها ، فيكون المراد استعانة علي بفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، ويظهر ذلك من قوله : ( يستنصرون بالنساء ) ونحو ذلك . وقيل : أراد بالثعالة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وجعل عليا ( عليه السلام ) ذنبا لها بملاحظة شهادة علي ( عليه السلام ) في مقام دعواها فدكا من باب العطية ، وبالجملة فالخطبة المذكورة المشروحة هي الخطبة المشهورة بخطبة تظلم الزهراء وشكايتها من الخلفاء ، وقد مر قبلها احتجاجات ثلاثة مشهورة أيضا . وتلك الخطبة انما صدرت في مقام مطالبتها فدكا من جهة الإرث والتركة ، كما ظهر من فقراتها السابقة ، والاحتجاجات الثلاثة المتقدمة إنما وردت مبنية على دعوى العطية والنحلة ، وانها مما أعطاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إياها من باب الهبة ، ولا منافاة بين الوجهين ، ولا تناقض بين الدعويين ، فإن خطبة مطالبة الإرث انما كانت من باب المماشاة مع الخليفة بعد أن طالبت منه فدكا من باب النحلة ، فردها وطلب منها إقامة الشهود عليها ، فلما أقامتهم ردهم بما مر في الاحتجاجات ، وتتضح حقيقته في أثناء ما تأتي من الكلمات ، فحينئذ يئست ( عليها السلام ) من تلك المسألة فتمسكت بمسألة الإرث المجمع عليها بين الأمة إلى حين تلك المنازعة ، إذ لصاحب الحق أن يطلب حقه ويأخذه بأي وجه أمكن من الطرق الشرعية . وقال بعض العامة بكون دعوى الإرث متقدمة على دعوى النحلة ، والأظهر هو الأول كما تأتي إليه الإشارة . * * *
[1] شرح النهج لابن أبي الحديد 16 : 215 ، عنه البحار 29 : 326 .
745
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 745