نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 728
يقدمون عليك أحدا ، فكنت كمن يتوقع الطيران من صقر منقوضة القوادم فلم يطر ، فظهر خلاف ظنه وهو الخيانة . وقيل : المراد من الأعزل هنا أراذل الناس ، وان المعنى على وجه الاحتمال انك نازعت الأبطال ، وخضت الأهوال ، ولم تبال بكثرة الرجال حتى نقضت شوكتهم ، وفللت حدتهم ، واليوم غلبت من هؤلاء الضعفاء والأرذال ، وسلمت لهم الأمر ولم تنازعهم . وان الأظهر على هذا أن تكون النسخة في الأصل خاتك - بالتاء المثناة الفوقانية - فصحفت قال الجوهري : خات البازي واختات إلى الطير أي انقض ليأخذه ، قال الشاعر : ( يخوتون أخرى القوم خوت الأجادل ) والخائتة العقاب إذا انقضت فسمعت صوت انقضاضها ، والخوات دوي جناح العقاب ، والخوات - بالتشديد - الرجل الجرئ لتصوته وانقضاضه إلى الحرب انقضاض العقاب [1] . وحاصل هذا المعنى أن يقال : انها ( عليها السلام ) شبهت الأعراب أو أهل الجاهلية مثلا بالأجدل ، وان عليا نقض قوادمه كناية عن قتل وجوه القوم و رؤسائهم وأبطالهم وشجعانهم ، وبقي هذا الأجدل أعزل من القوادم ولم يبق له إلا الريش الخوافي ، فهو أي هذا الأجدل الأعزل انقض إلى علي ( عليه السلام ) بالخوافي من ريشه فاصطاده وجعله مقهورا مأخوذا ، وهذا كناية عن غاية إبراز قدرته ( عليه السلام ) أولا ، وغاية إخفائها أخيرا ، وهذا مما يقضى منه العجب ، ولعل المراد من الجملة أيضا التعجب . وفي رواية السيد : نفضت - بالفاء - من نفضت الثوب والشجر - من باب نصر - إذا حركته لينتفض ، ونفضته - بالتشديد - للمبالغة ، قال في الصحاح : النفض