نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 709
والهنبثة كأنها عطف تفسير للأنباء ، وهي اسم جنس يجوز جعله تفسيرا للجمع ، أو أن المراد من الأنباء هي الأقوال المختلفة أو الأفعال المختلفة ، وأصل الهنبثة لا يحصل إلا بجملتها إذ لا يحصل الاختلاف والاختلاط بقول واحد ولا فعل واحد . و ( الشهود ) الحضور من شهد يشهد شهودا أي حضر ، وقد مرت الإشارة إلى تفصيل المادة ، والضمير راجع إلى تلك الأنباء المفسرة بالهنبثة . و ( الخطب ) كصرد جمع الخطبة - بالضم - وهي جماعة من الكلام يخاطب بها جملة من الناس أو مطلق الكلام المخاطب به ، وتلك الخطب هنا هي الأنباء المختلفة المشار إليها كمكالمة الزهراء ( عليها السلام ) مع الجماعة بالمكالمات المختلفة في مجالس متعددة ومواجهتهم بها ( عليها السلام ) بالأجوبة المختلفة . والمقصود انه لو كنت مشاهدا لتلك الأنباء أي حاضرا في مجلس وجودها وحدوثها لم تكثر هي أي لم تقع ولم تتكثر ، بل كان القول حينئذ قولك ما كان لأحد أن يردك ، ولم يحصل الإختلاط بالأقوال المختلفة ، فوضع الظاهر موضع الضمير للضرورة والإشارة إلى الفظاعة ، واستحضارا لتلك الصورة الهائلة ، كما في قوله تعالى : ( القارعة * ما القارعة ) [1] ونحو ذلك . وقال بعض الأفاضل هنا : انه الخطب - بالفتح - أي الأمر الذي يقع فيه المخاطبة أو الشأن أو الحال كذلك ، والجملة الشرطية صفة للأنباء . قولها ( عليها السلام ) : ( إنا فقدناك . . . ) الفقد وجدان الشيء غائبا بعد وجوده ، يقال : فقدت الشيء - من باب ضرب - فقدا - بالفتح - وفقدانا - بالكسر والضم - عدمته ، ومنه قوله تعالى : ( نفقد صواع الملك ) [2] وكذلك الافتقاد ، وتفقدته أي طلبته عند غيبته ، والفاقد بخصوصه المرأة التي تفقد ولدها أو زوجها ، وتفاقد القوم أي تفقد بعضهم بعضا .