نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 706
الآخرة ، والعذاب الوبيل أي الشديد الثقيل ، ومنه الوبل للمطر الشديد وكذا الوابل . و ( الضراء ) بالفتح والتخفيف الشجر الملتف كما مر ، يقال : توارى الصيد مني في الضراء . و ( الوراء ) يكون بمعنى قدام كما يكون بمعنى خلف ، وبالأول فسر قوله تعالى : ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ) [1] ، وروي ( ما وراه الضراء ) ، وحينئذ يحتمل أن تكون الهاء زيدت من النساخ ، أو ان الهمزة حرفت إلى الهاء فيكون ورا على صحة الهاء بتشديد الراء من قولهم : ورى الشيء تورية أي أخفاه ، على ما مر . وعلى أي حال فحاصل المعنى : وظهر لكم ما ستره عنكم الضراء ، والمراد من الموصولة حينئذ العذاب برزخيا أو أخرويا ، والجزاء المترتب على هذا الذي فعلوه ، ويمكن تشديد الراء من الضراء على تقدير الهاء بمعنى الضراء المقابل للسراء من الضرر وهو البؤس والشدة ، ويكون الضمير للغطاء والضراء بدلا من ( ما ) أو بيانا له ، أو ان ما بمعنى الساحة والفضاء والضمير ل ( ما ) ، أو انها زائدة والضمير للغطاء أي بان الضراء وراء الغطاء ، فتكون الضراء كناية عن العذاب والجزاء أيضا . ( وبدا لكم من ربكم - حينئذ - ما لم تكونوا تحتسبون ) أي ظهر لكم من صنوف العذاب ما لم تكونوا تنتظرونه ، ولا تظنونه واصلا إليكم ولم يكن في حسبانكم . ( وخسر هنالك المبطلون ) أي أصحاب الباطل من أبطل الرجل إذا أتى بالباطل مداوما له آخذا له طريقة مستمرة أو مطلقا ، لحصول الخسران على المبطل لا محالة ولو في الجملة . * * *