نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 705
رجع ومنه المآل للمعاد ، ويجيء بمعنى النقل أيضا ، والتأويل في الاصطلاح حمل اللفظ على المعنى المرجوح ، فكأن اللفظ لا ينصرف إليه بنفسه من جهة النصوصية أو الظهور ، بل انصرافه إلى نص معناه أو ظاهره ، فيرجع إلى هذا المعنى المرجوع قهرا وينقل من موضعه الأصلي أي عن المعنى الظاهر والمعين إلى المعنى الخفي ، فصار مؤولا . و ( لبئس ما تأولتم ) أي بئس تأويلكم القرآن واحكام الشريعة وصرفها عن وجوهها . و ( شر ) على وزن فر بمعنى ساء من الشر نقيض الخير . و ( الاعتياض ) أخذ العوض والرضاء به أي ساء ما أخذتم به عوضا عما تركتم أي بئس الأمر الباطل الذي أخذتم بعضه عوضا عما فوتم من الحق ، أي تركتم الحق وأخذتم بدله شيئا من الباطل ، وهو غصب فدك والخلافة أياما معدودة سريعة فانية ، أي لو أخذوا الحق واستمروا به لكان باقيا لهم في الدنيا والبرزخ والآخرة . والمراد من الحق هو علي ( عليه السلام ) ، أو الإذعان بولايته ، أو تسليم فدك أو نحو ذلك ، ومن العوض ما قابل هذه الأمور ، أو المراد ما أي التأويل بالرأي الذي اعتضيتموه من القرآن أي ظاهر القرآن ومحكمه ، حيث إنكم تركتم الظواهر وأخذتم بدلها المعاني المؤولة المرجوحة المأخوذة بمجرد الاشتهاء واستحسان الآراء . قولها ( عليها السلام ) : ( لتجدن والله محملها . . . ) المحمل كمجلس مصدر قولك : حمل الشيء على ظهره يحمله حملا ، ومنه الحمل - بكسر الحاء - للمحمول ، وثقل حمله كناية عن كثرة أوزاره ، قال تعالى : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ) [1] . و ( الغب ) بالكسر العاقبة كالمغبة ، وأصله فعل شئ يوما ويوما لا . و ( الوبال ) في الأصل الثقل والمكروه ، ويراد به في عرف الشرع عذاب