responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 373


شوب الرياء والأغراض الفاسدة ، وعدم التوسل بغيره تعالى في شئ من الأمور ، فهذا تأويل كلمة التوحيد ، لأن من أيقن بأنه الخالق المدبر ، وانه لا شريك له في الألوهية ، فحق له أن لا يشرك في العبادة غيره ، ولا يتوجه في شئ من الأمور إلى سواه ، ولا يتعدى مما أمره مولاه ونهاه .
وأصل التأويل إرجاع الكلام وصرفه عن وجهه أي عن معناه الظاهري إلى معنى أخفى منه ، مأخوذ من آل يؤول إذا رجع ، ومنه الموئل بمعنى المرجع ، فثم يطلق على نفس ذلك المعنى ويقال له المؤول أيضا بمعنى المؤول إليه ، وقد يقال :
المؤول عليه ، فالكلام مؤول ، والمعنى الخفي مؤول إليه ، والظاهر مؤول منه .
والتنزيل مقابل التأويل ، وهو المعنى الظاهري ، نزل الكلام عليه وصدر من مصدره إليه ، فيقال مثلا : قوله تعالى : ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين ) [1] ان تنزيله معناه الظاهري الذي هو الخطاب لموسى بن عمران ( عليه السلام ) بالإقبال وعدم الخوف من عصاه التي كانت تهتز كأنها جان ، وتأويله الخطاب للقلب بأن لا يخاف من قوته الوهمية التي هي عصاه إذا أخذها بالقوة العقلية ، وهي الآلة الدافعة لفساد النفس من البدن .
وقوله تعالى : ( إذهب إلى فرعون إنه طغى ) [2] ان تنزيله هو معناه الظاهري الذي هو الخطاب لموسى ( عليه السلام ) بالذهاب إلى فرعون مصر ، وتأويله هو الخطاب لموسى العقل أن يذهب إلى فرعون النفس الطاغية في أرض مصر البدن ، وهكذا .
ومدلول الكلام مطلقا اما نص أو ظاهر أو مجمل أو مؤول ، فالنص مالا يحتمل الخلاف ، والظاهر ما يحتمله احتمالا مرجوحا ، والمجمل ما تساوى فيه الطرفان ، والمؤول المرجوح ، والقدر المشترك بين الأولين - وهو مطلق الراجح - هو المحكم ، والمشترك بين الأخيرين - وهو غير الراجح - هو المتشابه ، قال



[1] القصص : 31 .
[2] طه : 24 .

373

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست