نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 372
به الكلام الاصطلاحي فإنه لا يطلق إلا على المفيد ، وإنما أراد اللفظ ، وأما ما في كلمات بعض المصنفين من أنه يطلق على غير المفيد أيضا ، ولذا يقال هذا كلام لا يفيد فغير معروف وتأويله ظاهر . ثم قال : والكلام في الحقيقة هو المعنى القائم بالنفس لأنه يقال : في نفسي كلام ، وقال تعالى : ( يقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله ) [1] ، وقال الآمدي وجماعة : وليس المراد من إطلاق لفظ الكلام إلا المعنى القائم بالنفس ، وهو ما يجده الإنسان في نفسه إذا أمر غيره أو نهاه أو أخبره أو استخبره ، وهذه المعاني هي التي تدل عليها العبارات وينبه عليها بالإشارات ، كقوله : إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا ومن جعله حقيقة في اللسان فاطلاق اصطلاحي ولا مشاحة فيه ، إنتهى [2] . أقول : وللكلام في تحقيق معنى التكلم والكلام بالنسبة إلى الله سبحانه ، وان كلامه تعالى حادث أو قديم ، عرض عريض لا يليق بالمقام ، وقد بسطنا القول فيه في شرحنا على القوانين من أراد الاطلاع عليه فليرجع إليه . و ( خلص ) الشيء خلوصا - من باب قعد - أي صار خالصا صافيا ، كما يقال : خلص الماء من الكدر أي صفا ، وبهذه المناسبة يستعمل الخلاص في معنى السلامة والنجاة أيضا . والإخلاص جعل الشيء خالصا عن شوب الغير ، وإخلاص الدين في قوله تعالى : ( فادعوا الله مخلصين له الدين ) [3] أن لا يكون فيه شوب النظر إلى الغير برياء أو سمعة أو غيرهما ، وذلك إنما يكون بتمحيض العمل للقربة ، ولذا استدلوا بالآية على لزوم نية القربة في العبادة . فالمراد بالإخلاص في الخطبة جعل الأعمال كلها خالصة لله تعالى ، وعدم