نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 352
وأنشأه بلا مثال ، والمبدئ للشيء هو الذي أنشأه واخترعه ابتداء من غير سابق مثال أيضا ، فيكون هو بمعنى المنشئ أيضا على وجه كالمبتدئ ، وقد يقال : اخترع وابتدع وابتدأ وأبدأ وأنشأ كلها بمعنى أوجد وأحدث مطلقا . والبادي في أسماء الله تعالى اما بمعنى الأول أو الظاهر أو المبدي ، والسبوغ من سبغ الثوب سبوغا تم وكمل ، وسبغت الدرع وكل شئ إذا طال من فوق إلى أسفل . ونعمة سابغة أي كاملة طويلة ، وسبغت النعمة اتسعت وأسبغها الله تعالى وأكملها ، قال تعالى : ( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) [1] وبمعنى الشمول أيضا استلزاما واستيلادا ، وقوله : ( ( يا سابغ النعم ، يا دافع النقم ) ) أي تام النعم أو كاملها أو شاملها . ( والآلاء ) النعم أيضا ، واحدها ( آلى ) بالقصر والفتح وقد تكسر الهمزة ، وفي الغريب [2] : واحدها ( إلى ) بالحركات الثلاث ، قيل : وبسكون اللام أيضا وهي مطلق النعمة ، وقيل : الآلاء هي النعم الباطنية ، والنعم هي الظاهرية وقد يعكس الأمر فيهما ، والظاهر أنهما من باب إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا . وفي الحديث : تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله [3] ، قيل : أي في نعمه الباطنية ، ويجوز إرادة الظاهرية ، بل الأعم أيضا ، والظاهر أن المراد في الحديث من الآلاء هو الموجودات مطلقا ، أي تفكروا في موجوداته تعالى وفي آثار صنعه ، ولا تفكروا في ذات الله فإن التفكر في ذات الله لا يزيد إلا تحيرا كما في خبر آخر . و ( الإسداء ) بمعنى الإعطاء ، يقال : أسداه كأولاه وأعطاه لفظا ومعنى ، من سدى الثوب - كحصى - وهو ما امتد طويلا من خيوطه مقابل اللحمة ، يقال :
[1] لقمان : 20 . [2] راجع غريب القرآن الكريم للطريحي : 7 / ألاء . [3] النهاية 1 : 63 / إلى ، والبحار 71 : 321 ح 3 ، وكنز العمال 3 : 106 ح 5707 .
352
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 352