نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 351
ثم غلب الوحي والإيحاء بمعنى الإلهام فيما يلقى إلى الأنبياء بواسطة الملك ، والإلهام فيما يلقى مطلقا بلا وساطته ، فيكون الإلهام أعم من الوحي ، فالوحي مخصوص بالأنبياء والإلهام أعم منهم ومن الأولياء . و ( العموم ) في الأصل الكثرة ، ويتولد منه معنى الشمول والإحاطة ، وهو هاهنا إما بمعناه الأصلي أو الاستيلادي ، بلا تأويل ومع تأويله بمعنى الوصف . و ( الابتداء ) بالشيء الإفتتاح به ، وهو كناية عن إيجاده أول حالة فيشمل معنى الاختراع ، وهو بمعنى الإيجاد لا من شئ كما قيل . و ( الإبداع ) وهو الإيجاد بلا علة ، وقيل : الإبداع والاختراع كلاهما بمعنى واحد ، قال الجوهري : أبدعت الشيء اخترعته [1] ، وقال الزمخشري : أبدع الله الأشياء ابتدعها من غير سبب . ويؤيد الفرق ما رواه الصدوق ( رحمه الله ) في كتاب التوحيد : ( ( الحمد لله فاطر الأشياء إنشاء ، ومبتدعها ابتداء بقدرته وحكمته ، لا من شئ فيبطل الاختراع ، ولا لعلة فلا يصح الابتداع ) ) [2] ولكن في هذه الخطبة - كما سيجيء عن قريب - : ( ( إبتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة أمثلها ) ) . ويظهر من هذا أن الإبداع بمعنى الإيجاد لا من شئ فينعكس الفرق ، لكن الظاهر عند الإطلاق هو الفرق على النحو المذكور في خبر التوحيد ، وجواز استعمال كل في كل عند التقييد ، والوارد في الخطبة من هذا القبيل ، ويمكن أن يقال : إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا . وفي الدعاء : ( ( يا مبتدئ بالنعم قبل استحقاقها ) ) [3] اما بمعنى المبدع أو المخترع ، أو بمعناه الأصلي الذي هو مطلق الابتداء ، ويقال : ابتدأه بمعنى أوجده