نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 348
خلقية ، كما يقال : حمدته على شجاعته ، وحمدته على إحسانه أي أثنيت عليه ، ومن هنا كان الحمد غير الشكر ، لأنه يستعمل للصفة في الشخص وفيه معنى التعجب ، ويكون فيه معنى التعظيم للممدوح وخضوع المادح ، كقول المبتلي : ( الحمد لله ) إذ ليس هنا شئ من نعم الدنيا ليكون في مقابله إحسان يصل إلى الحامد ، وأما الشكر فلا يكون إلا في مقابلة الصنيع ، فلا يقال : شكرته على شجاعته ، إنتهى [1] . و ( الثناء ) اسم من أثنيت على زيد بالألف أي مدحته ، واستعماله في الذكر الجميل أكثر من القبيح ، وفي مشارق الأنوار للهروي : انه ورد في الخبر ( ( من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار ، وأنتم شهداء الله في الأرض ) ) . قال في مطالع الأنوار - شرح الكتاب المزبور - : فإن قلت : الثناء بتقديم المثلثة على النون إنما يستعمل في الخير ، والنثاء بتقديم النون على المثلثة يستعمل في الشر ، فكيف وقع في الحديث استعمال الثناء في الشر ؟ قلت : ليجانس استعماله في الخير ، وفيه رمز أيضا إلى أن في ذلك خيرا أيضا ، لأنه ربما يصير سبب التوجه إلى الطاعة للسامعين ، ويكون موجبا للتوبة والإقدام عليها وفيه خير كثير ، وقيل : الثناء بتقديم المثلثة يستعمل فيهما ، وبتقديم النون لا يستعمل إلا في الشر ، إنتهى . وأما المدح فهو الثناء الحسن ، ومدحه وامتدحه بمعنى وكذا المدحة - بكسر الميم - ، ومدحته من باب نفع أثنيت عليه بما فيه من الصفات الجميلة خلقية كانت أو اختيارية ، ولهذا كان المدح أعم من الحمد فيقال : مدحت اللؤلؤ لصفاته ، ولا يقال : حمدته . و ( الانعام ) بالشيء على أحد إعطائه له ، وأصل النعمة ينبئ عن معنى النعومة واللين والسهولة ، فتطلق لكل ما فيه جهة وسعة واستراحة للإنسان وهو يتنعم به