نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 335
يأتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويدع أهله وماله لا يرجع في شئ منه ، وينقطع بنفسه إلى مهاجره ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يكره أن يموت الرجل بالأرض التي هاجر منها ، فلما فتحت مكة صارت دار الإسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة . والهجرة الثانية من هاجر إلى الأعراب وغزا مع المسلمين ، ولم يفعل كما فعل أصحاب الهجرة الأولى فهو مهاجر ، وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة السابقة ، وهو المراد بقوله : ( ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ) ) وهذا وجه الجمع بين الحديثين . وإذا أطلق في الحديث ذكر الهجرتين فإنهما يراد بهما هجرة الحبشة وهجرة المدينة ، ومنه الحديث : ( ( ستكون هجرة بعد الهجرة ) ) [1] والمهاجرون عند الإطلاق هم المهاجرون من أهل مكة إلى المدينة ، ما لم ينضم إليه قرينة دالة على إرادة المهاجرين من غيرهم من سائر بلاد الكفر مطلقا ، أو من مكة إلى الحبشة . وابتداء الهجرة إنما وقع في السنة الخامسة والأربعين من سن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي السنة الخامسة من البعثة حيث هاجر المؤمنون ، وهم يومئذ أحد عشر رجلا وخمسة نسوة ، من مكة إلى الحبشة من جهة ما بنى عليه الكفار بالنسبة إليهم من الأذى والأذية ، فالتجأوا إلى أصحمة النجاشي [2] ملك تلك البلاد ، فاستراحوا في الحبشة . ثم قرع سمعهم ان الكفار صالحوا النبي المختار على ترك الأذية له ولمن تابعه فرجعوا إلى مكة ، وكان الحال انه لما نزل سورة النجم كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقرأها في المسجد الحرام في الصلاة حتى إذا بلغ إلى قوله تعالى : ( ومناة الثالثة الأخرى ) [3] فألقى الشيطان في أثناء صوت
[1] النهاية 5 : 244 ، ولسان العرب 15 : 32 / هجر . [2] قال في القاموس : أصحمة بن بحر ملك الحبشة النجاشي ، أسلم في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ( صحم ) . [3] النجم : 20 .
335
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 335