نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 334
وبالجملة فلفظ على مع الدخول يشير إلى كون الداخل مستعليا عليه ، فإن الوارد عال بالنسبة إلى المورود عليه . و ( الحشد ) - بالفتح وقد يحرك - الجماعة ، وحشدت القوم - من باب قتل أو ضرب - إذا جمعتهم ، يستعمل لازما ومتعديا ، وفي الحديث : ( ( ولما حشد الناس قام خطيبا ) ) واحتشد القوم لفلان إذا اجتمعوا وتهيؤا وتأهبوا ، وجاء فلان حاشدا أي مستعدا متأهبا ، ورجل محشود أي من كان الناس يسرعون إلى خدمته لأنه مطاع ، وفي رواية الكشف : ( ( وقد حشد المهاجرين والأنصار ) ) [1] أي جمعهم أبو بكر في المسجد . و ( المهاجرون ) الذين هاجروا مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو بعده من مكة إلى المدينة ، أو من مكة إلى الحبشة ، ومنها إلى المدينة ، أو من بلاد الكفر مطلقا إلى بلاد الإسلام ، ويقال لكل من ترك موطنه الأصلي انه مهاجر ، وهو من الهجر بمعنى ضد الوصل من هجره هجرا - من باب قتل - أي قطعه أو تركه أو رفضه ، قال تعالى : ( واهجرهم هجرا جميلا ) [2] . والمهاجرة من أرض إلى أخرى ترك الأولى للثانية ، ويقال للثانية مهاجر - بضم الميم وفتح الجيم - أي محل الهجرة ودار الهجرة ، والاسم الهجرة - بالكسر - فإن كانت قربة لله فهي الهجرة الشرعية ، أولا فهي الهجرة العرفية ، والهجرة الشرعية المعروفة هجرتان : هجرة إلى الحبشة ، وهجرة إلى المدينة . قال في النهاية : وفي الخبر : ( ( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ) ) وفي حديث آخر : ( ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ) ) [3] . والهجرة بوجه آخر أيضا هجرتان ، إحداهما التي وعد الله عليها الجنة في قوله : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) [4] فكان الرجل