نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 332
و ( الحفدة ) - بالتحريك - الأعوان والخدم وقيل ولد الولد أيضا ، والمراد هنا الأول ، والواحد حافد ، وأصله من الحفد بمعنى السرعة ، يقال : حفد البعير أو الظليم - من باب ضرب - حفدا وحفدانا إذا أسرع لإسراعهم في الخدمة . قال في النهاية : وفي حديث أم معبد : محفود محشود ، المحفود الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته ، يقال : حفدت وأحفدت فأنا حافد ومحفود . ومنه دعاء القنوت : ( ( وإليك نسعى ونحفد ) ) أي نسرع في العمل والخدمة ، ومنه حديث عمر وذكر له عثمان للخلافة فقال : أخشى حفده أي إسراعه في مرضات أقاربه ، إنتهى [1] . وفي عبارات السلف عند الدعاء لأحد : ( ( حفد حاسده وحسد حافده ) ) أي كان حاسده من الأعاظم المحفودين ، وكان خادمه من المحسودين ، والإتيان بلفظ ( في ) في قوله : ( ( وأقبلت في لمة من حفدتها ) ) دون أن يقول ( ( مع لمة ) ) إشارة إلى انها كانت بينهن وهن مجتمعات حولها ، محيطات بها ، والإضافة في حفدتها لامية ، وفي نساء قومها كذلك أيضا ، بناء على كون الإضافة لامية فيما كان المضاف بعض المضاف إليه ، أو بمعنى ( من ) بناء على تعميم الإضافة بمعنى من على التبعيضية والتبيينية . قوله : ( تطأ ذيولها ) أي كانت أثوابها طويلة تستر قدميها ، وتضع عند المشي قدمها عليها . وجمع الذيل باعتبار الأجزاء ، أو تعدد الذيول باعتبار الأطراف الأربعة ، أو باعتبار تعدد الثياب ، ويمكن أن يكون وطي الذيول كناية عن التبختر ، فإن العرب كان يطولون ذيولهم حتى كانت تنجر على الأرض إظهارا للهيمنة والشوكة ، فنزل قوله تعالى : ( وثيابك فطهر ) [2] أي نزهها عن الانسحاب على الأرض والتلطخ