نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 33
أحدهما مقام المعرفة في مرتبة أصول الدين إذ الشيطان عدو مبين ، فهو في مرصاد عباد الله المؤمنين ليوقعهم في الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي ، فهو في جميع حالات الحياة الدنيوية يريد إغواء الانسان بالوساوس النفسانية ، والهواجس الشيطانية ، ليوقعه في الحيرة والضلالة في أمر المعرفة وتحصيل أصول الدين الذي هو مبنى الشريعة ، فان فات ذلك منه ويئس انتظر لذلك إلى أن يتراكم على الانسان شدائد سكرات الموت ، والأهوال الطارئة له عند الفوت ، فينتهز الفرصة ليوقعه حينئذ في الشبهة ، ويخرجه من الدنيا كافرا مستحقا للعذاب الأبدي في البرزخ والآخرة . فرب عابد زاهد في مدة عمره لم يتسلط عليه الشيطان بالمرة ، تسلط عليه عند الموت فأوبقه وأهلكه ، كالعابد برصيصا [1] وغيره ، ولهذا ورد ان الايمان قسمان : ايمان مستقر وايمان مستودع [2] ، والثاني هو الذي يسلب عند الموت من جهة اغواء الشيطان وتلبيسه في تلك الحالة . وورد دعاء العديلة دفعا لتلك الرزية ، والعديلة اسم شيطانة موكلة من جانب إبليس ليعدل الانسان حين الموت من الاعتقاد الحق إلى الباطل ، فعيلة بمعنى
[1] روى في البحار 14 : 486 ، عن ابن عباس قال : كان في بني إسرائيل عابد اسمه برصيصا ، عبد الله زمانا من الدهر حتى كان يؤتى بالمجانين يداويهم ويعوذهم فيبرؤون على يده ، وانه أتى بامرأة في شرف قد جنت ، وكان لها اخوة فأتوه بها وكانت عنده ، فلم يزل الشيطان يزين له حتى وقع عليها فحملت ، فلما استبان حملها قتلها ودفنها ، فلما فعل ذلك ذهب الشيطان حتى لقي أحد اخوتها ، فأخبره بالذي فعل الراهب وانه دفنها في مكان كذا ، ثم أتى بقية اخوتها رجلا رجلا فذكر ذلك له ، فجعل الرجل يلقى أخاه فيقول : والله لقد أتاني آت ذكر لي شيئا يكبر علي ذكره ، فذكره بعضهم لبعض حتى بلغ ذلك ملكهم ، فسار الملك والناس فاستنزلوه فأقر لهم بالذي فعل ، فأمر به فصلب ، فلما رفع على خشبته تمثل له الشيطان فقال : أنا الذي ألقيتك في هذا ، فهل أنت مطيعي فيما أقول لك ، أخلصك مما أنت فيه ؟ قال : نعم ، قال : اسجد لي سجدة واحدة ، فقال : كيف اسجد لك وأنا على هذه الحالة ؟ فقال : أكتفي منك بالايماء ، فأومأ له بالسجود ، فكفر بالله وقتل الرجل . [2] عقد العلامة المجلسي بابا مستقلا في البحار ج 69 ص 212 ، تحت هذا العنوان ، فراجع .
33
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 33