نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 325
للعصمة ، لكن زهدها ( عليها السلام ) ، وتركها للدنيا ، وعدم اعتدادها بنعيمها ولذاتها ، وكمال عرفانها ويقينها بفناء الدنيا ، وتوجه نفسها القدسية ، وانصراف همتها العالية دائما إلى اللذات الدنيوية والدرجات الأخروية ، لا تناسب مثل هذا الاهتمام في أمر فدك ، والخروج إلى مجمع الناس ، والمنازعة مع المنافقين في تحصيله . والجواب عنه من وجهين : الأول : إن ذلك لم يكن حقا مخصوصا لها ، بل كان أولادها البررة الكرام مشاركين لها فيه ، فلم يكن يجوز لها المداهنة والمساهلة والمحاباة وعدم المبالاة في ذلك ، ليصير سببا لتضييع حقوق جماعة من الأئمة الأعلام ، والأشراف الكرام ، نعم لو كان مختصا بها كان لها تركه والزهد فيه ، وعدم التأثر من فوته [1] . الثاني : إن تلك الأمور لم تكن لمحبة فدك وحب الدنيا ، بل كان الغرض إظهار ظلمهم وجورهم وكفرهم ونفاقهم ، وهذا كان من أهم أمور الدين ، وأعظم الحقوق على المسلمين ، ويؤيده انها ( عليها السلام ) صرحت في آخر الكلام به حيث قالت : ( ( قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة ) ) وكفى بهذه الخطبة بينة على كفرهم ونفاقهم ، إنتهى [2] . وظفرت بهذا الكلام منه بعدما قدمته في المقام ، وبينهما عموم من وجه ، اشتمل كل منهما على ما يشمل عليه الآخر ، فلا يعد ذلك من باب الإعادة الخالية عن الفائدة . * * *
[1] مضافا إلى انها ( عليها السلام ) لو تركت المطالبة بحقها لقال الذين في قلوبهم مرض : لم تركت حقها ولم تطلبه ؟ ! لماذا لم تحاجج القوم في نحلتها ؟ فيكون هذا الأمر ذريعة عندهم لنفي أساس القضية ، مدعين بان فدك لو كانت مختصة بها دون المسلمين لوجب عليها المطالبة وعدم السكوت . [2] البحار 29 : 324 .
325
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 325