responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 322


ذهبا ، أو أن يبتغوا إلى دفائن الأرض سببا ، لكان ذلك أقرب إليهم وأسرع من رجع الطرف ومد البصر .
فما وجه هذا الإصرار في خصوص فدك على هؤلاء الكفار الفجار ، حتى انتهى الأمر إلى الخروج إلى مجامع المهاجرين والأنصار ، ومحضر الشهود والنظار ، والمكالمة مع الفجار والأبرار ، وكذا البكاء والأنين عند جماعة الموافقين والمنافقين ، وخطاب المعاتبة على أمير المؤمنين ، وغير ذلك مما يأتي تفصيله في محله ؟ !
والجواب عن الأمرين معا كما يظهر من الروايات : إن الضرورات تبيح المحذورات ، وانهم ( عليهم السلام ) لم يكونوا مكلفين إلا بالعمل على طبق الصورة الظاهرية ، والاتصاف بلوازم البشرية ، وتأذيهم مما يخالف القواعد الشرعية أشد من تأذينا ، لما فيهم من الأسرار الباطنية ، والسرائر الداخلية ، مع ما في هذا الإصرار من الإشارة إلى فظاعة أمر تلك الولاية الباطلة ، وشناعة هذه الخلافة التي تقمصها غصبا ابن أبي قحافة ، وانه كان يعلم أن محل علي أمير المؤمنين منها محل القطب من الرحى .
والتنبيه على كفر العمرين للناس من باب إتمام الحجة ، وايضاح المحجة ، لئلا يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ، أو كنا نحن بهذا الأمر جاهلين ، نظير ما فعل موسى بهارون أخيه من الأخذ بلحيته ، والضرب على رأسه حتى يتضح عند الناس قبح عبادة العجل وشناعتها ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، بل كان معنى كلامه هذا في فدك راجعا إلى الكلام في خلافة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) التي غصبها أهل الجور والعناد ، الذين طغوا في البلاد ، فأكثروا فيها الفساد ، وكان في هذه المعركة العظمى ، والبناء [1] العظيم تمييز أهل الجنة من أهل الجحيم .
وكان بكاؤها ( عليها السلام ) في الباطن لأجل الهالكين من أمة أبيها ،



[1] النبأ ، خ ل .

322

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست