نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 321
ولا يخفى لذي عينين أن ما ألحقوه في آخر الخبر إن كان له أصل وفصل ، فهو تعريض للعمرين ، وإلا فلا يوافق شيئا من الروايات ، ولا يلائم ما يأتي من الفقرات والتظلمات والشكايات . وسنفصل المقال في ذلك المجال حتى يتبين جلية الحال ، بعد أن نوضح تلك الخطبة الغراء الساطعة عن سيدة النساء التي تحير من العجب منها والإعجاب بها أحلام الفصحاء والبلغاء ، ونبني الشرح على رواية الإحتجاج ، ونشير أحيانا إلى بعض مواضع الاختلاف الواقع في الروايات الاخر . [ دفع إشكالين ] ولابد أولا قبل الشروع في شرح الخطبة من التنبيه على أمرين ، والإشارة إلى دفع إشكالين ، أحدهما : ان فاطمة ( عليها السلام ) قد كانت سيدة النساء ، وبنت خير الأنبياء ، وزوجة سيد الأوصياء ، وهي المخدرة العظمى ، ومحل العصمة الكبرى ، فكيف يصح لشأنها في شرع أبيها أن تخرج من خدرها ، وتدخل المسجد الغاص بالمهاجرين والأنصار ، والأخيار والأشرار وهم أجانبة عنها ، تسمعهم صوتها ، وتتكلم معهم ويتكلمون معها ؟ وكيف رضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بذلك منها ، مع أنه كان يمكنه أن يطالب حقها الذي كانت تطلبه بالوكالة عنها حتى لا يسمع الأجانبة كلامها ؟ ! الثاني : إنها كانت من أهل بيت العصمة والطهارة ، الذين اختاروا الزهادة في الدنيا بحسن اختيارهم ، وكانت الدنيا أزهد عندهم من عفطة عنز ، أو قلامة حافر ، أو لحم خنزير في يد مجذوم كافر ، ولم تكن الدنيا تزن عندهم جناح بعوضة ، بل تركوا اختيارا لا اضطرارا جميع اللذائذ الدنيوية لأجل الحظوظ الأخروية ، ولم يذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا . وقد جاء جبرئيل بمفاتيح جميع خزائن الأرض إليهم فلم يقبلوها ، وأعرضوا بالكلية عن الدنيا وما فيها ، مع أنهم لو شاؤوا أن يبدل الله جميع ما في الأرض لهم
321
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 321