نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 297
الخبر بعد ثلاثة أيام أن فتحت خيبر بجيش سيد الأنام عليه الصلاة والسلام . فتقدموا حينئذ بقدم الإعتذار ، وأرسلوا إلى النبي المختار واحدا من أكابرهم مسمى بنون بن يوشع مع جماعة كثيرة لتمهيد بساط المصالحة ، وتأسيس بنيان المسالمة . فلما تشرفوا بخدمة سيد الأنام ، وتكلموا بما يليق من الكلام ، وقع القيل والقال في أمر المصالحة وكيفيتها بالنقض والإبرام ، إلى أن انعقد المصالحة بينهم وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أن يكون نصف أراضي فدك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والنصف الآخر لأهلها بأن لا يتعرض النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليهم ، ويعفو عنهم ، ويقرهم على دينهم . فعامل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) معهم بهذه المعاملة ، وهم كانوا على تلك الحالة حتى أخرجهم عمر بن الخطاب في أيام خلافته إلى الشام ، بعد أن اشترى منهم النصف الذي كان حصتهم بشئ من بيت المال . وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما فتح خيبر أرسل عليا ( عليه السلام ) إلى فدك ، فصالح أهلها معه بأن يكون نصف أراضي فدك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع الحوائط والأبنية العالية الموجودة فيها ، فصالح ( عليه السلام ) معهم على هذا ، فنزل جبرئيل بقوله تعالى : ( فآت ذا القربى حقه ) [1] فقال ( صلى الله عليه وآله ) : من ذا القربى وما حقه ؟ قال جبرئيل : ذا القربى فاطمة ، وحقها ما كان لك من أراضي فدك وحوائطها . فكتب ( عليه السلام ) بذلك صكا ووثيقة وجعلها لفاطمة ( عليها السلام ) ، وهذه الوثيقة هي التي أتت بها فاطمة ( عليها السلام ) إلى أبي بكر حين غصب فدكا بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، على ما سيجيء تفصيله . وفي رواية أخرى : إنه لما سمع أهل فدك أن المسلمين قد صنعوا ما صنعوا بأهل خيبر ، بعثوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسألونه أن يسيرهم ، ويخلي