نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 296
فظن الناس أنه يعطيه ذهبا أو فضة وتشرفوا لذلك ، فقال : ألا أعلمك صلاة إذا أنت صليتها وكنت فررت من الزحف ، وكان عليك مثل زبد البحر ورمل عالج ذنوبا غفر لك ؟ قال : بلى . فعلمه الصلاة المشهورة بصلاة جعفر الطيار ، وهي أربع ركعات بتسليمتين في الركعة الأولى بعد الحمد الزلزلة ، وفي الثانية بعدها العاديات ، وفي الثالثة بعدها النصر ، وفي الرابعة بعدها التوحيد ، وبعد القراءة في كل من الركعات خمس عشرة مرة ( ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) ) وفي كل من الركوع والرفع منه ، وفي كل من السجدات والرفع منها قولها عشر مرة [1] ، وأعطى لأصحاب جعفر من غنائم خيبر . وروي أنه لما ورد النبي ( صلى الله عليه وآله ) مع أصحابه إلى حوالي خيبر ، أرسل محيصة بن مسعود الحارثي إلى فدك ليدعو أهلها إلى الاسلام ، ويحذرهم عن مخالفة سيد الأنام ، فلما وصل محيصة إليهم ، وبلغ الرسالة من معدن الرسالة عليهم ، وخوفهم ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جاء إلى حربهم كما أتى إلى حرب أهل خيبر ، فهم أجابوه بالكلام الخشن ، والجواب الغير الحسن ، واعتمدوا على شجعان خيبر وأبطالها ، وان النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يمكنه فتحها بل يكون هناك مغلوبا ، فيكون عن التوجه إلى فدك محروما . وقالوا : إن عامرا وياسرا وحارثا وسيد اليهود - يعنون مرحبا - في حصن نطاة ، ومعهم ألف مقاتل من الكماة [2] ، وما نظن أن يقاومهم جيش محمد ولا غيره ، ولم يعلموا أن الله غالب أمره ، فأرادوا رد محيصة ، ولما رأى أن لا ميل لهم في المصالحة والمسالمة أراد أن يرجع إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فتأمل بعض عقلاء الجماعة في عاقبة المقدمة ، وخافوا من الوخامة وسوء الخاتمة ، فتعللوا في الجواب بين النقض والإبرام ، ولم يدروا ما يلقون إليه من الكلام ، حتى وصل إليهم
[1] جمال الأسبوع : 282 . [2] الكمي - كغني - : الشجاع أو لابس السلاح / القاموس .
296
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 296