نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 295
السنة ، وقد وعد الله لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) فتح خيبر ومضافاتها بقوله : ( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها . . ) الآية [1] . وهذه الوعدة كانت عند صلح الحديبية ، ولما رجع النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد الصلح في الحديبية - على التفصيل الواقع في الأخبار المروية - رجع إلى المدينة في السنة السادسة من الهجرة ، نهض بألف وأربعمائة من جيشه المنتصر إلى فتح خيبر ، وفتحها على النحو المفصل في كتب الأخبار والسير . وقد وقعت خيبر من المدينة إلى سمت الشام على مسافة ثمانية بريدات ، كل بريد أربعة فراسخ ، لها مزارع معمورة وحصون موفورة ، بناها خيبر أخو يثرب من العمالقة الذي بنا المدينة ، فسمى كل باسم بانيه ، وقيل : خيبر في لغة اليهود بمعنى الحصن ، فيقال لتلك الحصون خيابر من هذه الجهة . وكان حصونها مسماة بثلاثة أسماء نوعية ، الأول : حصن نطاة ، وهي ثلاثة حصون : حصن الناعم ، وحصن الصعب ، وحصن القلة ، الثاني : حصن الشق ، وهي حصن أبي وحصن البراء ، والثالث : حصن الكتيبة - بصيغة التصغير - وهي حصن قموص ، وحصن وطيح ، وحصن سلام - بضم السين - ويقال له ( ( سلالم ) ) أيضا ، والمجموع ثمانية حصون . وفي يوم فتح خيبر قدم جعفر بن أبي طالب ، وقد كان هاجر من مكة إلى الحبشة في جمع قليل من المؤمنين مع ستة نفر من الأشعريين منهم أبو موسى الأشعري ، فاتفق قدوم جعفر إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم فتح خيبر ، فلما قدم جعفر عليه في خيبر يوم فتحها وبشر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقدومه ، قال : ( ( والله ما أدري بأيهما أشد سرورا بقدوم جعفر أو بفتح خيبر ) ) [2] . فلما قدم وثب إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فالتزمه ، وقبل ما بين عينيه وقال : يا جعفر ألا أمنحك ، ألا أعطيك ، ألا أحبوك ؟ فقال جعفر : بلى يا رسول الله ،