نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 229
فاستوحشت خديجة لذلك ، وكان جزعها وغمها حذرا عليه ، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها ، وكانت تكتم ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة فقال لها : يا خديجة من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني . قال ( صلى الله عليه وآله ) : يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني - أو قال : يبشرني - انها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة ، وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه . فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم : أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء ، فأرسلن إليها : أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا ، وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له ، فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا . فاغتمت خديجة لذلك ، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهن لما رأتهن ، فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة فانا رسل ربك إليك ، ونحن أخواتك ، أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه كلثوم أخت موسى بن عمران - وفي رواية أخرى : صفوراء بنت شعيب زوجة موسى - بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء . فجلست واحدة عن يمينها ، وأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة . فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ، ولم يبق في مشرق الأرض ولا في مغربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ، ودخل عشر من الحور العين مع كل واحدة منهن طست من الجنة وإبريق من الجنة ، وفي الإبريق ماء من الكوثر ، فتناولته المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر ،
229
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 229