نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 220
فقال لها : أحسنت يا حرة ، فبم تفضيله على عيسى بن مريم ؟ قالت : الله فضله عليه بقوله : ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله ) [1] ، وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لما ادعوا النصيرية فيه ما ادعوا لم يعاتبه الله سبحانه ، فقال : أحسنت يا حرة خرجت من جوابك ، وأعطاها وسرحها سراحا حسنا [2] . أقول : هذا الجواب منها قد ورد في الأخبار ولكن لم يجتمع في خبر . وفي كتاب المناقب مسندا إلى صعصعة بن صوحان ، أنه دخل على أمير المؤمنين لما ضرب فقال : يا أمير المؤمنين أنت أفضل أم آدم أبو البشر ؟ قال علي ( عليه السلام ) : تزكية المرء نفسه قبيح ، قال الله تعالى لآدم : ( يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة . . . ) [3] وإن أكثر الأشياء أباحنيها الله تعالى وتركتها وما قاربتها . ثم قال : أنت أفضل أم نوح ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : إن نوحا دعا على قومه وأنا ما دعوت على ظالمي حقي ، وابن نوح كان كافرا وابناي سيدا شباب أهل الجنة . قال : أنت أفضل أم موسى ؟ قال : إن الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون فقال : ( إني أخاف أن يكذبون ) [4] حتى قال الله تعالى : ( لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون ) [5] ، وقال : ( رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون ) [6] وأنا ما خفت حين أرسلني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم ، مع اني كنت قتلت كثيرا من صناديدهم ، فذهبت بها إليهم وقرأتها عليهم وما خفتهم . قال : أنت أفضل أم عيسى بن مريم ؟ فقال : عيسى كانت أمه في بيت المقدس ،