responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 21


والشكاية عن الخلفاء ، وغصبهم لفدك والعوالي عنها بعد وفاة أبيها ، شرحا يوضح مغلقاتها ، ويكشف معضلاتها ، مبينا لمبهماتها ، مفصلا لمجملاتها ، موضحا لبعض ما يحتاج إلى الايضاح من ألفاظها ، ومبينا لبعض ما يقتضيه الحال من باطنها وتأويلها ، بيانا مشتملا على نوع من التحقيق ، وشرحا على طور التعمق والتدقيق بقدر ما يقتضيه المقام والحال ، ويساعد عليه المجال .
واني وإن لم أكن من فرسان هذا الميدان وأهل هذا الشأن ، لتراكم أمواج الفتن والحدثان ، حتى كنت مدة مديدة من الزمان نسج علي عناكب [1] النسيان ، ولم يكن لي وجدان من جهة اختلال حال الزمان والإخوان ، الا أن توجهه العالي رفع الموانع والأستار ، ودفع عني واردات الهموم والأكدار .
فقمت على ساق الامتثال مع ما علي من دواعي الأشغال والاشتغال ، فأتيت على سبيل العجالة بما تيسر لي من تلك المقالة مع قلة البضاعة في هذه الحالة ، وكثرة الإضاعة ، وقلت : أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر ، وجئنا ببضاعة مزجاة ، فألحظها بعين الرضا ، وتلقها بيد القبول والارتضاء ، فان الهدايا على قدر مهديها ، وأسأل الله أن يعصمنا من الزلل والخطل [2] في القول والعمل .
أقول وبالله التوفيق وهو الهادي إلى سواء الطريق :
اعلم أن هذه الخطبة الغراء ، والدرة البيضاء ، خطبة في نهاية الفصاحة وغاية البلاغة ، من حيث عذوبة ألفاظها الكافية ، وغرابة مضامينها الشافية ، وجزالة معانيها الوافية مع ما عليها من البهاء والجلالة ، والرواء والديباجة ، بحيث لو خوطب بها الجبال الشامخة لرأيتها خاشعة متصدعة ، وإن لم تؤثر في تلك القلوب القاسية التي كانت كالحجارة أو أشد قسوة .
وهي كلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ، وهي موضع المثل : ( في كل



[1] عناكب : جمع العنكبوت / لسان العرب .
[2] الخطل : خفة وسرعة ، خطل خطلا فهو خطل وأخطل . والخاطل : الأحمق العجل / لسان العرب .

21

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست