نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 209
للآثار الظاهرية من قبول الشهادة والألام ، والمصائب الجليلة لاحياء الشريعة وغير ذلك ، يوجب له صفة فضيلة ليست للحسن ( عليه السلام ) ، لكنه لا يوجب كون الحسين ( عليه السلام ) بالذات أشرف منه . وعلى هذا النحو كون القائم ( عليه السلام ) مظهر الآثار الجلالية والجمالية ، ومنشأ القدرة الإلهية ، فإن كل ذلك منوط بمصلحة الوقت والزمان ، وغير ذلك خارج عن محل الكلام البتة . ففي درجات الجنة ، ومراتب القرب والمنزلة ، درجة الحسن أعلى من الحسين البتة ، والحسين القرط الأيسر من العرش ، والحسن هو القرط الأيمن ، فلو فرض مجلس واحد للأخيار وجلس فيه هؤلاء الأنوار ، كما في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، لا يجلس الحسين ( عليه السلام ) إلا تحت يد الحسن ( عليه السلام ) ، وكذا القائم ( عليه السلام ) تحت يد أبيه الحسن ( عليه السلام ) لا فوق يد جده علي السجاد ( عليه السلام ) ، ولا غيره ممن بعده . فلو كان للسلطان ولدان أصغر وأكبر ، فالحشمة الظاهرية في الولد الأصغر بكونه مثلا قائد الجيوش ، ومكابد الحروب من جهة مناسبته وقابليته لتلك المرتبة الظاهرية ، لا توجب أفضليته على الولد الأكبر الذي فوقه في الفضيلة الذاتية من جهة التدبير والعلم والحكمة ، وسائر الصفات الفاضلة الكمالية . مثلا إذا كان الولد الأصغر دون الأكبر في هذه الصفات الكاملة ، وإن كان يحصل للولد الأصغر فضيلة أخرى من الجهة السابقة ، ومع ذلك لا يقال عند الإطلاق ان الولد الأصغر للسلطان أفضل من الأكبر ، فتأمل وتدبر فإن هذه الجملة تكفي لمن كان من أهل البصر والبصيرة . ثم إن المحقق من الروايات والأخبار ان مرتبة الأنبياء مطلقا تحت مرتبة هؤلاء الأنوار ، فيكون كل من الأنوار الأربعة عشر أفضل من الأنبياء حتى أولى العزم منهم أيضا ، لكون الأنبياء مطلقا مخلوقين من أنوار هؤلاء الأنوار ، والنور أسفل من المنير من حيث المرتبة بمراتب كثيرة . وأنا لا أطيل الكلام في المرحلة لوضوح الحال عندي ، بل عند كل من كان له
209
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 209