نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 208
فصل أفضليتهم مطلقا على من سواهم من الأنبياء والأولياء وغيرهم إعلم أن من تتبع الأخبار والآثار ، وجاس خلال تلك الديار ، ظهر عنده كالشمس في رابعة النهار أن أفضل جميع المخلوقات ، وأشرف جميع الموجودات ، هم الأنوار الأربعة عشر ، وهم أهل دائرة واحدة هي أعلى الدوائر الكونية ، لا دائرة فوقها في الشرف والفضيلة ، وهم من طينة واحدة ، ونور كل منهم من جنس نور الآخر ، لكن بالتقدم والتأخر كالضوء من الضوء على ما في الخبر . والمبدأ في تلك الدورة العلية ، والسلسلة الجلية هو ختم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله ) ، والمنتهى هي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وبعد ختم الأنبياء في درجة الفضيلة هو ختم الأولياء ، وبعده أولاده المعصومون على نحو التدريج الوجودي ، فالترتب الصوري إنما وقع على طبق الترتب المعنوي إلا في فاطمة ( عليها السلام ) فإنها متأخرة . وما دل على أفضلية الحسين ( عليه السلام ) على أخيه الحسن ( عليه السلام ) ، أو أفضلية القائم ( عليه السلام ) على من سبقه فدلالته غير واضحة ، إذ الأفضلية قسمان : ذاتية ووصفية ، أي أصلية وعارضية ، وكلامنا إنما هو في الأصلية ، ودلالة الأدلة ليست على أزيد من العارضية ، فكون الحسين ( عليه السلام ) مثلا منشأ
208
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 208