نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 199
فلما جن عليهما الليل رأى سعد في البيداء أنوارا في مواضع متفرقة بعدد أوراق الصحيفة ، كل منها كأنه شروق الشمس المشرقة ، فقال ذلك الشيخ : قم يا سعد نطلب الأوراق ، فقاما معا وتفحصا وجمعا من الأوراق تسعة وثلاثين ، وكان نور الورق المتمم لأربعين يظهر لهما من مكان بعيد ، فكلما طلباه لم يظفرا به إلى أن طلع الصبح . فقال ذلك الرجل : يا سعد قد فات منا هذا الورق البتة ، وإنما يصل هو إلى شيعة الزهراء ممن كان أهلا له ، فأخذ الرجل الأوراق التسعة والثلاثين ، وسلم بعض ودائع إلى سعد ليوصلها إلى فاطمة ( عليها السلام ) . فرجع سعد إليها فأخبرها الخبر ، ثم انه وقع هذا الورق الفائت إلى سمت المغرب ، وكان فيه أسرار وقعت في أيدي المغربيين ، وذلك بأنهم أخذوا ذلك الورق فوجدوا فيه أربعين سطرا ، في كل سطر علم معظم مما هو مجموع عند المغربيين ، ومن جملة تلك العلوم : الطلسمات ، والنيرنجات ، والإخفاء ، وطي الأرض ، والكيمياء ، والليمياء ، والهيميا ، والسيميا ، والريميا ، والنصب ، والعزل ، والقبض ، والبسط ، والعقد ، والحل ، والتصرف في الحياة والممات ، والرزق ، والرمل ، والأعداد ، والجفر . وهي أحد وعشرون علما متداولا بين غير المغربيين أيضا ، ولكن تسعة عشر من هذه العلوم موجودة بين المغربيين وحدهم لم تصل إلى غيرهم ، وقد جمع العلوم الأحد والعشرين السيد حسين الأغلاطي وغيره من أهل هذا الفن في كتبهم ، إنتهى . بيان : لفظ المحدثة - بضم الميم ، وفتح الحاء ، وتشديد الدال المهملة - قرئ بفتح الدال اسم مفعول من حدثه تحديثا إذا أخبره ، سميت بذلك لما ظهر من الأخبار المذكورة من أن الملائكة كانت تحدثها ، وفي وصف فاطمة : ( ( أيتها المحدثة العليمة ) ) [1] .
[1] البحار 100 : 195 ح 12 ، وفي المتن : ( العليلة ) وما أثبتناه فمن البحار .
199
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 199