نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 182
عليهن ، نافذة الحكومة فيهن . وحقيقة السيادة كون المسود صادرا عن أمر السيد ونهيه ، وهذا المعنى بإطلاقه شامل على الأوامر والنواهي التشريعية والتكوينية ، فتكون خلقة جميع النساء أيضا بوساطة فاطمة ( عليها السلام ) ، بل بناء على ما أشير إليه سابقا مما قرره أهل الحكمة أن جميع أنواع الذكور أنثى بالنسبة إلى من هو مؤثر فيهم باعتبار صفة التأثر والانفعال ، فيعم سيادتها على جميع ذرات الموجودات من الأولين والآخرين سوى الأنوار المعصومين ( عليهم السلام ) . ثم إن العالم اسم لما يعلم به الشيء مطلقا كالخاتم لما يختم به ، والقالب لما يقلب به ، وسمى ما سوى الله عالما من جهة انه يعلم به الباري سبحانه ، ويسمى كل جماعة من شئ عالما فيقال : جاءني عالم من البقرة أو الإنسان مثلا ، بل يسمى كل جزء من أجزاء العالم أيضا عالما ، إذ كل درة وذرة من حيث إنه أثر يدل على المؤثر ، إذ الشيء ولو كان جزئيا لا يوجد نفسه لاستحالته ، وكذا لو كان كليا لاستحالته ، فلابد له من موجد يوجده ، إذ كون الشيء مطلقا موجدا لنفسه يستلزم تقدم الشيء على نفسه ، فكل شئ يدل بوجوده على موجده ، ولذا قيل : فوا عجبا كيف يعصى الإله * أم كيف يجحده الجاحد ففي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد فكل جزء وجزئي ، وكل وكلي عالم ، فيصير هذا الاسم شاملا لجميع ذرات الكائنات من الأجزاء والمركبات والجزئيات والكليات ، وجميع الأصناف والأنواع ، وكل جنس من الأجناس من الجواهر ، والأعراض ، والعقول ، والأرواح ، والنفوس ، والأشباح . وإذا جمع العالم على العوالم فيعم العاقل وغير العاقل ، وإذا جمع على العالمين - بالواو والنون [1] - اختص بذوي العقول ، ويجوز التعميم لغيرهم أيضا من باب التغليب ، وقول بعضهم : ( ( إن العالمين اسم جمع مختص بالعقلاء ولا واحد له ) ) لا