نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 183
وجه له ، كقول من قال : إن العالم أيضا مختص بمن يعقل ، والظاهر من الآيات والأخبار تعدد العوالم الظاهرية والباطنية . لكن ذهب أكثر المتكلمين إلى أن العالم هو الجسماني المنحصر في الفلكي العلوي والعنصري السفلي . وعن بعض العارفين : إن المصنوع اثنان : عالم الماديات ، وعالم المجردات ، والكائن في الأول هو الجسم ، والفلك والفلكيات ، والعنصر والعنصريات ، والعوارض اللازمة له ، وفي الثاني الملائكة المسماة بالملأ الأعلى ، والعقول والنفوس الكلية ، والأرواح البشرية المسماة بالنفوس الناطقة ، إنتهى ، ويمكن تطبيق كل ذلك على ما هو الحق في الواقع والحقيقة . وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ( فاطمة سيدة نساء العالمين ما خلا مريم بنت عمران ) ) ينافي أكثر الأخبار الواردة الظاهرة في أنها سيدة نساء العالمين بلا استثناء شئ ، بل صرح به في بعضها كقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من الأولين والآخرين ) . ويمكن توجيه الخبر المذكور بجعل ( ما ) نافية ، وحينئذ اما أن يجعل مريم مفعولا أي ما تجاوز هذا التفضيل عن مريم ، أو ما تجاوز بعضهن عنها ، أو فاعلا أي لم تخل مريم أيضا من هذا التفضيل ، فتكون هي أيضا داخلة في المفضل عليهن . والتذكير حينئذ في الفعل المسند إلى المؤنث الحقيقي اما بناء على جوازه عند الإسناد إلى الظاهر ، أو جعلها للشرف بمنزلة المذكر ، أو لأنها لم تتزوج فكأنها ليست بمؤنث ، أو لأن ( ( ما خلا ) ) يستعمل غالبا في مقام الاستثناء ، فلا يتبدل حاله كما قرر في الكتب النحوية ، لئلا يتغير الصورة الاستثنائية ، وإن كان يجعل ( ما ) حينئذ زائدة أو مصدرية لا نافية ، إلا ان الصورة واحدة فأجرى عليه حكم الحالة الغالبة ، أو ان ( خلا ) هنا من الأفعال الجامدة الصرفة . أو المراد استثناء مريم من المفضولية الكاملة ، ومن كونها مساوية لسائر
183
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 183