responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 170


من العلويات والسفليات والباطنيات والظاهريات ، ويجوز جعل السماوات بمعنى مطلق العلويات ، والأرض بمعنى مطلق السفليات ، ويرجع ذلك إلى الأول بالاعتبار ، فاعتبروا يا اولي الأبصار .
وقوله تعالى : ( مثل نوره كمشكاة ) الضمير لله أو للنور ، وحينئذ إن جعل إضافة النور بيانية ، فالنور هو النور المذكور في الفقرة السابقة ، وإن جعلت لامية أو ظرفية كان المقصود من نوره نور الله ، ونور النور السابق المذكور ، كما ورد في الدعاء : ( ( يا نور النور ، يا مدبر الأمور ) ) [1] ، وكما ورد أيضا : ( ( يا نورا ، يا من هو نور ) ) .
وهذا أدخل في المبالغة ، وأنسب بالواقع والحقيقة ، فيكون الممثل هو نور الله سبحانه ، وأما الممثل به فهو نور محسوس بالخصوص ، وهو نور السراج الضخم الثاقب النافذ في قنديل من الزجاجة الصافية ، والزجاجة في جوف المشكاة النورية الزاهرة ، فيكون المراد حينئذ نورا في شئ ذي نور ، وهو في شئ آخر ذي نور ، فيكون هناك أنوار بعضها فوق بعض ، وأضواء بعضها تحت بعض مع شدة الضياء وقوته على ما ظهر مما مر .
والمراد من المثل الصفة ، فيكون المراد أن صفة نوره تعالى صفة المشكاة المذكورة ، والمراد تشبيه الجملة بالجملة أي المركب بالمركب ، لا تشبيه المفرد والجزء كما في قوله تعالى : ( أو كصيب من السماء ) [2] أو ( كماء أنزلناه من السماء ) [3] .
ولما كان أصل النور هو الوجود إذ لا نور أكمل منه بالنسبة إلى كل موجود ، كما ورد في الخبر : ( ( إن الله تعالى خلق الخلق في ظلمة ، ثم رش عليهم من نور الوجود ) ) [4] والوجود هو الظاهر بنفسه المظهر لغيره الذي هو معنى النور حقيقة ،



[1] البحار 86 : 175 ح 45 .
[2] البقرة : 19 .
[3] يونس : 24 .
[4] الفتوحات 2 : 61 صدره فقط ، تفسير صدر المتألهين 2 : 313 ، وشرح الأسماء للحكيم السبزواري : 175 .

170

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست