نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 171
وهو نور الله الساري في جميع الموجودات ، وهو جهة ظهور جميع المخلوقات ، فكل شئ منور بنوره تعالى ، وظاهر بظهوره . ثم إن كل شئ موجود من الدرة إلى الذرة مشتمل على ثلاث مراتب متداخلة ، فالعالم الكبير مثلا مشتمل على الجبروت والملكوت والناسوت ، فالجبروت هو المصباح ، والملكوت هو الزجاجة ، والناسوت هو المشكاة ، وكذلك العالم الصغير والوسيط ، وبوجه آخر كل شئ مركب من روح ونفس وجسد ، فالروح هو المصباح ، والنفس هو الزجاجة ، والجسد هو المشكاة ، وكذلك القلب مع الصدر والجسد ، والروح مع القلب والصدر ونحو ذلك . وبوجه آخر كل شئ مركب من القشر واللب ، وبرزخ بينهما لا يبغيان ، وبوجه آخر كل ممكن زوج تركيبي ، وفي المركبين أيضا برزخ بين الأمرين ، وهكذا كل زوجين اثنين حتى نفس المصباح ونفس المشكاة أيضا كذلك ، وكل ذرة من الذرات كذلك أي ( مطلق كل ) [1] أمور ثلاثة متداخلة كذلك ، فصفة المشكاة موجودة في كل شئ لا تغادر صغيرة ولا كبيرة ، فجميع الأشياء مشكاة على الصفة السابقة ، وفي كل منها صفة نوره وآثار ظهوره ، وهو الذي اختفى لفرط نوره ، والظاهر الباطن في ظهوره ظاهر عند كل من شهده ، باطن عن منافق جحده ، وإلى ذلك أشار من قال : فواعجبا كيف يعصى الإله * أم كيف يجحده الجاحد وفي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد وهذا المصباح الوجودي النوري يوقد من شجرة مباركة ، هي القدرة الإلهية الكاملة المنشعبة من جهة اختلاف أنواع الموجودات الكونية ، وبركتها من جهة صدور جميع الموجودات الخيرية منها ، وهي زيتونة في كثرة منافعها ، أو في كونها سببا للفيوضات النورية السارية الجارية من الدرة إلى الذرة ، أو في كونها
[1] كذا في الأصل ، والظاهر أنها هكذا : ( ( أي كل مطلق أمور ثلاثة متداخلة ) ) بمعنى ان كل شئ مطلق له ثلاثة أمور ، والله العالم .
171
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 171