responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 168


للزجاجة ، فيكون المصباح في زجاجة والزجاجة في مشكاة ، وإذا كانت هذه أنوارا بعضها فوق بعض ، فبالحري أن يكون نورا على نور .
ثم اعلم أن هذا المثال انما يصلح لقلوب المؤمنين ، ولقلوب الأنبياء والأولياء لا لقلوب الكفار ، فإن النور سبب للهداية ، فالمصروف عن طريق الهدى باطل وظلمة بل أشد من الظلمة ، لأن الظلمة لا تهدي إلى الباطل كما لا تهدي إلى الحق ، وعقول الكفار انتكست وكذا سائر إدراكاتهم ، وتعاونت على الإضلال في حقهم ، فمثاله كرجل في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض ، والبحر اللجي هو الدنيا لما فيها من الأخطار المهلكة ، والأشغال المردية ، والكدورات المعمية .
والموج الأول الشهوات الداعية إلى الصفات البهيمية ، والاشتغال باللذات الحسية ، وقضاء الأوطار الدنيوية حتى يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام ، وبالحري أن يكون هذا الموج مظلما لأن حب الشيء يعمي ويصم .
والموج الثاني موج الصفات السبعية الباعثة إلى الغضب ، والعداوة ، والبغضاء ، والحسد ، والحقد ، والمباهاة ، والتفاخر ، والتكاثر ، وبالحري أن يكون مظلما لأن الغضب نحول [1] العقل ، وبالحري أن يكون هذا هو الموج الأعلى ، لأن الغضب في الأكثر مستول على الشهوات حتى إذا هاج أذهل عن الشهوات ، وغفل عن اللذات المشتهيات .
وأما الشهوة فلا تقاوم الغضب الهائج أصلا ، وأما السحاب فهو الإعتقادات الخبيثة ، والظنون الكاذبة ، والخيالات الفاسدة التي صارت حجابا بين الكفر والإيمان ومعرفة الحق ، والاستضاءة بنور شمس القرآن والعقل ، فإن خاصية السحاب أن يحجب إشراق نور الشمس ، وإن كانت هذه كلها مظلمة فبالحري أن تكون ظلمات بعضها فوق بعض .



[1] كذا الظاهر ، وفي المتن : غول العقل .

168

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست