responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 167


وأما الثالث وهو الروح العقلي الذي به يدرك المعارف الشريفة الإلهية ، فلا يخفى عليك وجه تمثيله بالمصباح ، ولذلك سمى الأنبياء سرجا .
وأما الرابع فهو الروح الفكري ، ثم خاصيته أن يبتدئ من أصل واحد ثم يتشعب شعبتان ثم كل شعبة شعبتان ، وهكذا إلى أن يكثر الشعب بالتقسيمات العقلية ، ثم يفضي بالآخرة إلى نتائج هي ثمراتها ، ثم تلك الثمرات تعول فتصير بذورا لأمثالها إذا أمكن تلقيح بعضها بالبعض حتى يتمادى إلى ثمرات ورائها ، فبالحري أن يكون مثاله في هذا العالم الشجرة .
وإذا كانت ثمراته مادة لتضاعف أنوار المعارف وثباتها وبقائها ، فبالحري أن لا يمثل بشجرة السفرجل والتفاح والرمان وغيرها ، بل من جملة سائر الأشجار بالزيتونة خاصة لأن لب ثمراتها هو الزيت الذي هو مادة المصابيح ، ويختص من سائر الأدهان بخاصية زيادة الإشراق مع قلة الدخان .
وإذا كانت الماشية التي تكثر نسلها ، والشجرة التي تكثر ثمرتها تسمى مباركة ، فالذي لا يتناهى ثمرته إلى حد محدود أولى أن يسمى شجرة مباركة ، وإذا كانت الأفكار العقلية المحضة خارجة عن قبول الإضافة إلى الجهات والقرب والبعد فيه ، فبالحري أن تكون لا شرقية ولا غربية .
وأما الخامس فهو الروح القدسي النبوي المنسوب إلى الأولياء ، وإذا كانت الروح المفكرة منقسمة إلى ما يحتاج إلى علم ، وتنبيه ، ومدد من خارج حتى يستمر في أنواع المعارف ، وبعضها يكون من شدة الصفاء كأنه متنبه من نفسه من غير مدد من خارج ، فبالحري أن يعبر عن الصافي البالغ الصافي الاستعداد بأنه يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار ، وفي الأولياء يكاد يشرق نوره حتى يكاد يستغني عن مدد الملائكة ، فهذا المثال موافق لهذا القسم .
وإن كانت هذه الأمور مترتبة بعضها على بعض ، والحسي هو الأول وهو كالتوطئة والتمهيد للروح الخيالي ، إذ لا يتصور الخيال إلا موضوعا بعده ، والفكري والعقلي يكونان بعدهما ، فبالحري أن يكون المشكاة كالمحل

167

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست