نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 164
وجودهما وظهورهما ، ووجود ما فيهما ظاهرا وباطنا . ثم ذكر ما يقرب لفظا ومعنى مما ذكره حسام الدين الحلبي ، ثم قال : ( ( مثل نوره . . . ) ) أي صفة وجوده وظهوره في العالمين بظهورهما به ، كمثل مشكاة فيها مصباح ، وهي إشارة إلى الجسد الظلماني في نفسه ، وتنوره بنور الروح الذي أشير إليه بالمصباح ، وتشبكه بشباك الحواس ، وتلألؤ النور من خلالها كحال المشكاة من المصباح والمصباح في زجاجة ، والزجاجة هي القلب المستنير بنور الروح والعقل . والفتيلة علقة الدم ، والدهن الدم الأصفر القائم بالعلقة الذي يحمل الطبائع الأربع ، والدخان ما اعتدل نضجه من أنجزة الدم الأصفر ، وقد يكون بمشاركة العلقة ، واستنارة الكون من الزجاجة بإشراق المصباح عليها كاستنارة الجسد بنور الحياة ، وما يلزمها من القلب بإشراق الروح أو العقل عليه . وزجاجة القلب كأنها كوكب دري يشرق بجوهرية صفائه ونوريته وبما يشرق عليه من نور الروح ، وذلك المصباح يوقد من شجرة مباركة زيتونة هي النفس وتطوراتها ، وتشعب تعلقات أفعالها كل منها بما يليق له من الجسد والجسم أغصان لها ، وما يترتب على ذلك من الأحكام الوجودية والتشريعية ثمرات لها ، ( لا شرقية ولا غربية ) أي لا واجبة ولا ممتنعة . ( ( يكاد زيتها يضيء ) ) يكاد أن تتكون لقوة استعدادها ، ( ( ولو لم تمسسه نار ) ) نور العقل أو الوجود ، ( ( نور على نور ) ) من جهة تنور الجسم والجسد والقلب بنور الروح والعقل . هذا في العالم الصغير ، وهو في العالم الكبير مثل لاستنارة العالم السفلي من محدد الأفلاك بما يفيض على الأفلاك ، وما فيها من الأرواح والأشعة المنبسطة منها على العالم السفلي بإشراق العقل الأول عليه . فالعقل الأول كالمصباح ، والمحدد كالزجاجة البراقة لأنه خزائن الأنوار الوجودية ، ومنه تنبسط الأنوار إلى الأفلاك وما فيها من الكواكب المنيرة للعالم
164
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 164