نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 163
ظاهرا وباطنا ، صورة ومعنى ، انما هو الحق الواجب بذاته ، المؤثر في الممكنات بذاته وأسمائه وصفاته ، والممكن بالذات بالمعنى الأخص ليس له من ذاته لا ذات ، ولا أثر ، ولا صفات ، ولا وجود ، ولا عدم ، ولا حدوث ، ولا قدم ، ولا يد ، ولا رجل ، ولا قدم ، ولا عمل ، ولا علم ، بل كل من الله ، هذا هو ما درسوا إليه المحققون من الأنبياء والأولياء والحكماء المتألهين . ثم ذكر في مقام بيان التمثيل الوجهين الأولين الذين ذكرهما القاضي أولا ، ثم قال : الثالث : إنه تمثيل لما منح الله به عباده من القوى الخمسة : الحاسة الدراكة المباركة التي ينتظم بها أمور عالم المحسوس ، وأحوال المعاش بالأصالة وبتبعيته أحوال المعاد ، والخيالية التي تحفظ صور تلك المحسوسات لتعرضها على القوة العقلية التي تدرك الحقائق الكلية ، وتقبل إشراقات الأنوار الإلهية والعلوم الربانية ، والمفكرة وهي التي تؤلف المعاني الحاصلة والمحصلة لتستنتج منها علوما نظرية ونتائج فكرية ، والقوة القدسية التي هي القوة العقلية ، تقدست عن الصور الوهمية والهيئات الخيالية التي هي عقال العاقلة ، ولذا سميت عقلا لأنه يعقل النفس الشيطانية عن التصرفات الباطلة ، والتعطفات العاطلة . فالأمور الخمسة المذكورة في الآية - وهي المشكاة ، والمصباح ، والزجاجة ، والكوكب ، والشجرة - إشارة إلى الأمور الخمسة المذكورة التي هي المشاعر العشرة ، خمسة في الظاهر وخمسة في الباطن ، والشجر إشارة إلى صورة جمعية الكل التي لا من شرق عالم المعقولات ، ولا من غرب مشكاة عالم المحسوس ، والزيتون هو كمال استعداد النفس الناطقة لقبول إشراقات أنوار المعارف الإلهية ، ثم قال : وهذا مما قاله أهل التفسير والتنزيل . والظاهر أن هذا المعنى الذي ذكره هو الذي ذكره القاضي البيضاوي ، وهما متقاربان عصرا ، والقاضي مقدم ظاهرا ، فيكون القاضي هو المتقدم في هذا المعنى ، والفضل للمتقدم كما لا يخفى . الثالث : ما ذكره عبد الرزاق الكاشي بقوله : ( الله نور السماوات والأرض ) أي
163
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 163