نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 157
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أولا مدعية ما ليس لها ولا منكرة لما لها ، أو لا قانطة من رحمة الله ولا آمنة من مكر الله ، والحاصل في الجميع انها متوسطة بين طرفي الإفراط والتفريط ومعتدلة . أو يوقد ذلك النور في الجميع من شجرة الأرض الجرز ، والأرض الميتة التي هي مغرس أغصان الحكمة ومنشأ هياكل التوحيد ، وهي أرض الماهيات والقابليات والاستعدادات ، أو من شجرة الإمكان والصلوح المجرد التي لها فروع متكثرة . يكاد زيتها يضيء أي يكاد قابلية عقله أو روحه أو نفسه ونحو ذلك تظهر في الكون لشدة تأهلها للوجود قبل أن تنفعل من نار الجود ، أو تكاد تفنى ظلمتها قبل أن يستولي عليها نور الحق ، أو تكاد تنوجد الماهية لقرب رتبتها من المبدأ قبل أن توجد بتبعية الوجود ، أو تكاد أن تنبت أرض الماهية تلك الأشجار المباركات ، أو تكاد شجرة الإمكان تثمر بثمار الموجودات . أو المراد من النور هو النبوة ، والزجاجة قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والمشكاة صدره ، وهذا النور يوقد من شجرة الوحي المباركة بإفاضة الأحكام الشرعية ، وهذه الشجرة حادثة في عالم الأمر لا عالم الخالق أو المخلوق ، كما ورد ان القرآن لا خالق ولا مخلوق بل هو من عالم الأمر [1] . يكاد زيت هذه الشجرة وهو الحجج القرآنية تتضح وإن لم تقرأ ، أوان حجج الله تضيء وإن لم ينزل القرآن ولم يتدبر ، وهذا المصباح نور على نور أي مع سائر الأدلة قبله في الآفاق والأنفس ، أو مع سائر الكتب الإلهية . أو المراد من النور هو القرآن في قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) في صدره الشريف ، قال تعالى : ( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ) [2] وقال تعالى أيضا : ( وأنزلنا إليكم نورا مبينا ) [3] والأنوار
[1] تفسير العياشي 1 : 6 ، ح 14 ، عنه البحار 92 : 120 ح 8 . [2] الشعراء : 193 - 195 . [3] النساء : 174 .
157
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 157