نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 148
والمراد من الزجاجة هنا كاسة القنديل من البلور التي يجعل فيها الفتيلة مع الزيت ، وهي غير زجاجة المشكاة المجعولة في باب الكوة ، ولذا قال تعالى : ( الزجاجة كأنها كوكب دري ) قرئ الدري بضم الدال وتشديد الراء والياء ، نسبة إلى الدر في الصفاء والضياء ، والكوكب الدري هو أحد الدراري من الكواكب ، وهي المشاهير منها كالمشتري والزهرة والمريخ وسهيل ونحوها . وقرئ الدري على وزن السكيت ، والدري على فعيل كالنبي ، من الدرء بمعنى الدفع بقلب الهمزة ياء فيهما أو إبقائها على أصلها ، أي الدافع للظلام بكمال ضوئه ، أو المندفع السريع الوقع في الانقضاض ، ويكون ذلك أقوى لضوئه . قيل في نكتة جعل النور على هذا الوجه : إن وجهه المبالغة حيث إنه ينبعث نور المصباح حينئذ من الزجاجة ، ويقع على حائط الكوة ، وينعكس منه إلى الزجاجة ، فيكون نور المصباح ونور الزجاجة ونور الحائط ينعكس بعضها على بعض مع كونه في مكان ضيق ، فيكون أضوء وأجمع للنور من جهة ضيق المكان ، إذ الضوء ينبث في المكان الواسع وينتشر ، والقنديل أعون شئ على زيادة الإنارة وكذلك الزيت وصفائه ، فيتضاعف النور ، كما يشير إليه قوله تعالى : ( نور على نور ) على نحو ما يأتي . أقول : ونظير المشكاة مع زجاجة فيها ، في الزجاجة مصباح - على ما وصف في الآية - ما هو المعمول في هذه الأزمنة من المردنجي وما يجعل فيه من قنديل بلوري على رأسه كأسة صغيرة مدورة بلورية يجعل فيها الزيت مع الفتيلة . وأشد ما يكون الضوء في هذه الحالة لصفاء الزيت والزجاجة المدورة البراقة ، كالكوكب الدري التي فيها الفتيلة المشتعلة ، فينتشر الأضواء في تلك الزجاجة وفي أطراف المردنجي البلوري ، ويتراءى في حافاته الصور المتعددة من شعلة الفتيلة ، كأنها فتائل وشعلات في قناديل متعددة ، فيحصل لها مضافا إلى شدة النورية حالة صفاء وبهاء وجلالة تبهر العقول والأنظار ، يكاد سنا ضوئها تخطف الأبصار . والحاصل من إعتبار المعنى على السبك المستفاد من الآية ، كون شئ براق
148
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 148