نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 147
معربة ، وقال الزجاج : يجوز أن تكون عربية لأن في الكلام مثل لفظها ، وهي شكوة بمعنى القربة الصغيرة ، فعلى هذا تكون المشكاة مفعلة منها . وأصلها ( ( مشكاة ) ) وهي الكوة في الحائط والجدار الغير النافذة ، يوضع عليها الزجاجة ، ويجعل المصباح خلف الزجاجة ، ويكون للكوة باب آخر يوضع المصباح منه ، وقيل : المشكاة عمود القنديل الذي فيه الفتيلة المشتعلة ، وهو أنبوبته وهو مثل الكوة ، وقيل : المشكاة هي نفس القنديل ، والظاهر هو المعنى الأول . ( ( فيها مصباح ) ) والمراد من المصباح آلة الضياء ، وهي الشعلة الحاصلة من استحالة الأجزاء الدهنية المخالطة للفتيلة بمجاورة النار ، أو هي الشعلة مع الفتيلة ويقال لها السراج أيضا . وإذا كان السراج قد يطلق على ظرف الفتيلة باعتبار علاقة الحالية والمحلية ، أو المصباح هو السراج الضخم الثاقب ، ولو كان معناه مطلق السراج فالمراد هنا هو المقيد بالوصف المذكور بمعونة تنوين التعظيم ، وأصل المصباح من الصباح بمعنى البياض ، ولذا يطلق على بياض النهار أيضا فيقال : الصباح يغني عن المصباح ، والأصبح : الأبيض ، وهذا كله بملاحظة اللون الظاهري . وقد يراد بالبياض والصباحة كثرة الافضال والإحسان والنفع والاهتداء ، ونورية الطينة ، قال أبو طالب ( عليه السلام ) في مدح النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل ويجوز أن يكون مراده من الأبيض كونه نوراني الوجه كالشمس المشرقة بالأنوار الصورية والمعنوية ، والوجاهة الظاهرية والباطنية . ( ( المصباح في زجاجة ) ) الزجاجة معروفة ، والضم فيه أشهر من التثليث وبه قرأ السبعة ، ويقال لبائعها : الزجاجي - بياء النسبة - ولصانعها : الزجاج ، مثل النجار والعطار ، والتنوين في ( زجاجة ) للتعظيم ، كما أن تعريفها وإعادتها مرة ثانية لذلك .
147
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 147