نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 140
خلق قلوبا اختارها لنفسه ، وهي قلوب عباده المؤمنين المخلصين ، وجعل أسفها أسفه ، أو كأسفه [1] . أو ان النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو مظهر الصفات الإلهية ، والآثار الربانية كالحديدة المحماة بالنار الحامية ، فهو من حيث الحكاية في مقام الذات الظاهرة ، وإن كان غيره في الحقيقة في مقام الذات الباطنة ، بل لا مناسبة بينهما بالمرة . وهذه الأخبار الواردة في المقام كلها من باب المقدمة والتمهيد والتوطئة لما كان ( صلى الله عليه وآله ) يعلم من أمر الشيخين وأتباعهما في غصب فدك عن فاطمة ( عليها السلام ) ، وإيذائهم لها في ذلك وغيره ، فقد تم عليهم الحجة والانحراف عن المحجة بصدور هذه الأخبار المستفيضة بحيث لم يبق في ذلك شبهة وريبة عند الخاصة والعامة . تنبيه : قد ورد صدور قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ( فاطمة بضعة مني ) ) في بعض الأخبار بنحو آخر طويل لا بأس بذكره ملخصا ، من جهة الإشارة إلى بعض المطالب اللازمة ، وهو انه لما رأى المخالفون كثرة ما ورد على الخلفاء من القدح والطعن والنقيصة أراد بعضهم أن يثبت لعلي ( عليه السلام ) طعنا فيشارك الثلاثة ، فلم يجد بعد الفحص إلا ان عليا أغار فاطمة بأن أراد أن يتزوج عليها بنت أبي جهل أو غيرها ، فشكته إلى أبيها فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) في رد علي ( عليه السلام ) خطابا له : إن فاطمة بضعة مني ، إلى آخر الرواية . وقد روى الصدوق ( رحمه الله ) انه ذكر تلك المقالة عند الصادق ( عليه السلام ) ، فاستوى جالسا ثم قال : إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة ( عليها السلام ) ثلاث مرات بهذا الخبر حتى دخلها من الغيرة مالا تملك نفسها ، وذلك أن الله تعالى كتب الغيرة على النساء ، وجعل على الرجال جهادا ، وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المجاهد في سبيل الله .