نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 138
التركيبي غير الافرادي بحسب العرف واللغة ، فإن زيدا مثلا اسم لمجموع هذا الشخص المعين ، وإذا قيل : ضربت زيدا ، كان معناه إيقاع الضرب إلى بعض جزء منه كالرأس أو اليد مثلا لا استيعاب تمام بدنه بالضرب . وكذلك مسحت الجدار ، وسكنت الديار ، وجلست في المسجد والدار ، فإن كل ذلك حقيقة لا مجاز ، بخلاف غسلت الثوب ، وأكلت الخبز وما شاكل هذا الباب ، فإن ظاهر الإسناد في نحوه الاستيعاب ، فالبعض وإن كان من حيث هو غير الكل من حيث هو إلا ان إيلام الكل يصدق حقيقة بايلام البعض لا محالة . مضافا إلى أن الروح لا تركيب فيها ، وان كل جزء من أجزاء البدن واسطة في إيلامها ، فحينئذ يكون قوله ( صلى الله عليه وآله ) ل : ( ( من آذاها فقد آذاني ) ) بعد أن بين كونها بضعة منه كالتفسير له ، كما قيل في قوله تعالى : ( إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا ) [1] إن جملة ( ( إذا مسه الشر ) ) تفسير للهلوع ، بناء على أن الهلوع هو الذي إذا مسه الشر كان جزوعا إلى آخر ، لا انه حيوان معروف مخصوص خلف جبل قاف ، يأكل كل يوم علف سبع جزائر ، ويشرب مياه سبعة أبحر ، ومع ذلك يقول كل يوم في نفسه : ما آكل غدا ، وما أشرب غدا ؟ فإذا صار غدا رأى الجزائر والبحار كما كانت ، ولا غير ذلك . وكما ورد الخبر عن الصادق ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( الله الصمد * لم يلد ولم يولد ) [2] ان الصمد هو الذي لا يخرج منه شئ ولا يخرج هو من شئ ، أولا يخرج منه شئ ولا يدخل فيه شئ ، فيكون لم يلد ولم يولد تفسيرا للصمد على أحد الوجوه ، لا أن الصمد بمعنى المعتمد أو المقصد للحوائج أو غير ذلك . وكما قيل في قول الشاعر : الألمعي الذي يظن بك الظن * كان قد رأى وقد سمعا إن الألمعي هو الذي يكون كذلك ، مما ورد من هذا الباب ، ويكون حينئذ في