نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 137
وروى أيضا مسلم بعد هذا الحديث بخمسة أوراق ان فاطمة خرجت من الدنيا وهي غاضبة على أبي بكر وعمر ، فما أدري ما التوفيق بين هذين الحديثين . فقال له العالم : دعني الليلة أنظر ، فلما صار الصبح جاء ذلك العالم وقال للبهائي ( رحمه الله ) : ألم أقل لك ان الرافضة تكذب في نقل الأحاديث ، البارحة طالعت الكتاب فوجدت بين الخبرين أكثر من خمسة أوراق ، هذا اعتذاره من معارضة الحديثين [1] . بيان : إعلم ان البضعة - بفتح الباء وقد يكسر - الجزء من الشيء وقطعة منه ، والبضع - بكسر الباء وقد يفتح - هو العدد من الواحد أو الثلاثة إلى التسعة مطلقا ، أو الافراد منه لا الأزواج بمناسبة كون كل من هذه المراتب قطعة من العدد ، قال تعالى في يوسف ( عليه السلام ) : ( فلبث في السجن بضع سنين ) [2] أي تسعا أو سبعا أو أقل ، قيل : والأصح سبع سنين بعدد حروف الكلمتين . والشجنة - بالكسر ويضم أيضا - الشعبة والغصن من الشجر أو العروق الملتفة منه ، والحديث ذو شجون أي ذو شعب وامتساك بعضه ببعض ، وحاصل المرام فيه ان الكلام يجر الكلام ، وشجر مشجن إذا التف بعضه ببعض ، ونقل عن القاسم بن سلام في معنى قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن الرحم شجنة من الله عز وجل أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ، إنتهى . وحاصل معنى الشجنة في الأخبار يرجع إلى معنى البضعة أيضا ، فيكون المراد من الأخبار المذكورة ان فاطمة ( عليها السلام ) قطعة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبعض أجزائه ، ومن آلم وآذى بعض أجزاء الإنسان أي عضوا من أعضائه فقد آلمه ، بل ليس إيلامه إلا إيلامه . ولا يقدح في ذلك كون الجزء غير الكل لما تقرر في محله من أن المعنى