نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 128
فكأنما خمر ولا قدح * وكأ نما قدح ولا خمر [1] وهو في عالم الأمر والكلمة الإلهية التي أشير إليها في حديث كميل ، وجعل لها خمس قوى منها البقاء في الفناء والنعيم في الشقاء ، بل هو أعلى من هذه المرتبة أيضا ، وهذه المرتبة أقدم وأشرف بالنسبة إلى النبوة والرسالة بل فوقها بمراتب كثيرة . ولهذا ذكر في آية الإسراء بلفظ العبد دون أن يقال : بنبيه ورسوله ، إذ لولا هذا النحو من العبودية لم يكن له أن يعرج بالمعراج الجسماني ، ويسير في جميع ذرات الموجودات من الدرة إلى الذرة ، والدنيا والآخرة ، والعوالم الزمانية والدهرية والسرمدية كلها في دقيقة واحدة ، وفي بعض الأخبار في ساعة واحدة . وليس المراد الساعة المعهودة ، بل المراد تقليل المدة ، وبلحاظ هذا المقام قال عليه الصلاة والسلام : ( ( من رآني فقد رأى الحق ) ) [2] أي من حيث الحكاية لا الحلول ولا العينية ، كما لو قال المرآة المقابلة للشمس المواجهة لها : من رآني فقد رأى الشمس ، فإنه صحيح بالوجه الأول دون الأخيرين لعدم صحتهما البتة . وكل من زكى نفسه وأطاع ربه ، فيكون له في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أسوة حسنة بقدر ما حصل من التزكية وما فيه من القابلية ، فيحصل له نوع مظهرية
[1] راجع تفسير صدر المتألهين 3 : 190 ، ثم قال ( قدس سره ) : وهذا الدعوى - أي فنآء العبد عن نفسه وبقائه بنور الحق على ما هو مشهود العارفين بالعيان - مما أقيم عليه البرهان ، وهو معلوم من علم النفس وكيفية تطوراتها في الأطوار واتحادها في مدارج الاستكمال بالعقل الفعال . . . ومثاله حال الفراش مع الشمع واشتعاله بشعلة الشمع ، فلما بذل الفراش للشمع وجوده نال من وجود الشمع مقصوده . . . ومثال آخر : الحديدة الحامية بالنار حيث إنها لا يزال تتقرب وتتشبه بالنار حتى تزول عنها الهوية الحديدية ، وتصير فانية في هوية النارية ، وتفعل فعلها من الإحراق والإضاءة . فلا تتعجب من النفس إذا استشرقت بنور الله ، واتصلت بعالم الربوبية وتخلقت بأخلاق الله ففعلت ما فعلت بقدرة الله لا بقدرتها ، وسمعت بسمع الله ، وبصرت ببصره . . . [2] النهاية 1 : 413 / حقق ، عنه البحار 61 : 235 ، وتفسير صدر المتألهين 2 : 201 ، وشرح دعاء الصباح للسبزواري : 31 ، وأورده البخاري في صحيحه 9 : 653 ح 1830 كتاب التعبير .
128
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 128