نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 113
ولما كان توجه النبي ( صلى الله عليه وآله ) غالبا إلى إرشاد الأمة والهداية المتحققة منه ( صلى الله عليه وآله ) بالنسبة إليهم بعد البعثة ، لم يفد إلا تنوير ظاهر المكلفين في هذه النشأة ، فبظهور نور ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) زادت النورية ، فصارت سارية إلى البواطن أيضا لكن إلى نهاية محدودة . ثم تعمق إلى عالم الباطن بتوجه فاطمة ( عليها السلام ) ، ومعرفة الناس إياها ، ثم بتوجه الحسن ( عليه السلام ) إليهم ، ثم بتوجه الحسين ( عليه السلام ) مجدا في إنقاذ الأمة ، فيصح أن يقع ذكر خلق السماوات والأرض وما فوقهما إلى منتهى العوالم العالية بعكس التدريج الأصلي ، كما وقع في الخبر الأخير المروي عن عبد الله بن مسعود . وبعبارة أخرى ان هذا الترتيب المذكور في هذه الرواية إنما هو باعتبار القوس الصعودي في مقام ( أقبل فأقبل ) لا النزولي في مقام ( أدبر فأدبر ) فتبصر وتدبر . [ الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء ] ومنها الإنسية الحوراء ، وقد ورد في التسمية بها أخبار مستفيضة . منها الخبر عن ابن عباس قال : دخلت عائشة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقبل فاطمة ( عليها السلام ) ، فقالت له : أتحبها يا رسول الله ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : أما والله لو علمت حبي لها لازددت لها حبا ، انه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل ، ثم قال لي : ادن يا محمد ، فقلت : أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل . قال : نعم ، إن الله عز وجل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلك أنت خاصة عليهم ، فدنوت وصليت بأهل السماء الرابعة ، ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم في روضة من رياض الجنة ، وقد اكتنفها جماعة من الملائكة . ثم إني سرت إلى السماء الخامسة ، ومنها إلى السادسة ، فنوديت : يا محمد ، نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي ، فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل
113
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 113